تحركت الريح نسيما فاترا عليلا ، فاستبشرت نفسي له ، وكلي أمل في نماء ذاك الرش الذي صاحبه ، فكان في البدء مطرا خافتا ، ثم بعد ذلك غشى الأرض ضباب رقيق سكنت له الأوجاع .كان شوقي إلى المطر كشوق المحب .. العاشق ... الولهان ... المتيم الذي ينتظر ... ويصبر ... و يصطبر لملاقاة الحبيب . بقيت متعلقا بذاك الرجاء ، وبينما أجول ببطء ،و في أسرع من خطفة البرق انهالت المياه من أعالي السماء اجتاحتني بسمة وقفت في سكون ووجهت وجهي للأعالي و بسطت ذراعيا كمن يريد الطيران و التحليق أرخيت جسمي النحيل ، و أغمضت الجفون ، و بقيت أتحسس القطرات و هي تلامسني ، كانت كيد حنونة تداعبني ، صدى صوتها همسات .. تحملهاالنسمات ... إلى مسامعي وهي تردد :
أنا المطر .... أنا منبع الحياة
أنا من يذهب عليك الشقــــاء
أريد أن أسقي فيك وردة العيش و البقاء
أريد أن أزرع فيك الأمل و أحقق لك ذاك الرجاء
أريد أن أذهب عليك الهمّ و أشفيك من ذاك البلاء
أنا الذي جئت أبدل حزنك لبهاء
دعنا للحب و للحلم ننظم لقاء
ذب داخل قطرات و نصير أنا و أنت سواء