اعلام الصوفية
|
|
المدير | التاريخ: الجمعة, 2015-05-22, 18:47:56 | رسالة # 1 |
 عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
حالة: Offline
| فهذه فصول تشير إلى أصول المشايخ على وجه الإيجاز، وباللّه التوفيق.
فيذكر مشايخ هذه الطريقة وما يدلّ من سيرهم وأقوالهم على تعظيم الشريعة إعلموا، رحمكم اللّه تعلى، أن المسلمين بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: لم يتسمّ أفاضلهم في عصرهم بتسمية علم، سوى صحبة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، إذ لا فضيلة فوقها، فقيل لهم: الصحابة.ولمَّاأدركهم أهل العصر الثاني سمى من صخب الصحابة: التابعين ورأوا في ذلك أشرف سِمة. ثم قيل لمن بعدهم: أتباع التابعين.ثماختلف الناس، وتباينت المراتب، فقيل لخواص الناس مِمَّن لهم شدة عناية بأمر الدين: الزّهاد والعُباد.ثمظهرت البدع، وحصل التداعي بين الفرق، فكل فريق ادَّعوا أن فيهم زهاداً.فانفردخواصُّ أهل السُّنة المراعون أنفسهم مع الله تعالى، الحافظون قلوبهم عن طوارق الفعلة باسم التصوف.واشتهرهذا الاسم لهؤلاء الأكابر قبل المائتين من الهجرة.ونحننذكر في هذا الباب أسامي جماعة من شيوخ هذه الطريقة، من الطبقة الأولى إلى وقت المتأخرين منهم، ونذكر جُملاً من سِيَرهم، وأقاويلهم، بما يكون فيه تنبيه على أصولهم، وآدابهم إن شاء الله تعالى.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
|
|
| |
المدير | التاريخ: الجمعة, 2015-05-22, 20:26:28 | رسالة # 2 |
 عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
حالة: Offline
| أبوسليمان الداراني
عبدالرحمن بن عطية الداراني وداران قرية من قرى دمشق. مات: سنة خمس عشرة ومائتين.سمعتمحمد الحسين يقول: سمعت عبد الله بن محمد الرازيّ يقول: أخبرنا إسحق بن إبراهيم بن أبي حسان يقول: سمعت أحمد ابن أبي الحواري يقول: سمعت أبا سليمان يقول: مَن أحسن في نهاره كوفىء في ليله، ومن أحسن في ليله كوفىء في نهاره.ومن صدّق في ترك شهوة ذهب الله بها من قلبه، والله تعالى كرم من أن يعذِّب قلباً بشهوة تُركت له.وبهذاالإسناد قال: إذا سكنت الدنيا القلب ترحَّلت منه الآخرة.سمعتالشيخ أبا عبد الرحمن السلمي، رحمه الله، يقول: سمعت الحسين ابن يحيى يقول: سمعت جعفر بن محمد بن نصير، يقول: سمعت الجنيد يقول: قال أبو سليمان الداراني: ربما يقع في قلبي النكتة من نكت القوم أياماً، فلا أقبل منه إلا بشاهدين عدلين: الكتاب، والسنَّة.وقالأبو سليمان: أفضل الأعمال: خلاف هوى النفس.وقال:لكلِّ شيء عَلَم، وعَلَمُ الخذلان ترك البكاء.وقال:لكل شيء صدأ، وصدأ نور القلب شبَعُ البطن.وقال:كلُّ ما شغلك عن الله تعالى من أهل، أو مال، أو ولد فهو عليك مشئوم.وقالأبو سليمان: كنت ليلة باردة في المحراب، فأقلقني البرد: فخبَّأت إحدى يدي من البرد، وبقيت الأخرى ممدودة، فغلبتني عيناي فهتف بي هتف: يا أبا سليمان، وقد وضعنا في هذه ما أصابها، ولو كانت الأخرى لوضعنا فيها.فآليتعلى نفسي أن لا أدعو إلا ويداي خارجتان، حرًّا كان الزمن أو برداً.وقال أبو سليمان: نمت عن وردي، فذا أنا بحوراءتقول لي: تنام وأنا أربي لك في الخدور منذ خمسمائة عام!! أخبرنا عبد الله بن يوسف الأصبهاني، قال: أخبرنا أبو عمرو الجولستي، قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال: دخلت علي أبي سليمان يوماً وهو يبكي. فقلت له ما يبكيك؟ فقال: يا أحمد، ولم لا أبكي، وإذا جنَّ الليل، ونامت العيون، وخلا كلُّ حبيب بحبيبه، وافترض أهل المحبة أقدمهم، وجرت دموعهم على خدودهم، وتقّطرت في محاريبهم، وأشرف الجليل؛ سبحانه وتعالى؛ فنادي: من تلذَّذ بكلامي واستراح إلى ذكرى، وإني المطَّلع عليهم في خلواتهم.. أسمع أنينهم.. وأرى بكاءهم، فلم لا تنادي فيهم يا جبريل: ما هذا البكاء؟! هل رأيتم حبيباً يعذِّب أحباءه؟ أم كيف يجمل بي أن آخذ قوماً إذا جنّهم الليل تملّقوا لي فإني حلفت: أنهم إذا وردوا عليَّ يوم القيامة لأكشف، لهم عن وجهي الكريم، حتى ينظروا إليَّ وأنظر إليهم
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
|
|
| |
المدير | التاريخ: الجمعة, 2015-05-22, 20:27:18 | رسالة # 3 |
 عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
حالة: Offline
| أبوعبد الرحمن حاتم بن علوان
ويقالحاتم بن يوسف الأصم، من أكابر مشايخ خراسان.وكانتلميذ شقيق، وأستاذ أحمد بن خضرويه. قيل:لم يكن أصمَّ، وإنما تصامم مرَّة فسُمّي به.سمعتالأستاذ أبا عليّ الدقاق، رحمه الله، يقول: جاءت امرأة فسألت حاتماً عن مسألة، فاتفق أنه خرج منها في تلك الحالة صوت، فخجلت، فقال حاتم: ارفعي صوتك. فأَرى من نفسه: أنه أصمُّ، فسرَّت المرأة بذلك، وقالت: إنه لم يسمع الصوت، فغلب عليه اسم الصمم.أخبرناالشيخ أبو عبد الرحمن السلمي، رحمه الله، قال: سمعت أبا عليّ سعيد بن أحمد يقول: سمعت أبي يقول: سمعت محمد بن عبد الله يقول: سمعت خالي محمد بن الليث يقول: سمعت حامداً اللقاف يقول: سمعت حاتماً الأصمَّ يقول: ما من صباح إلا والشيطان يقول لي: ماذا تأكل؟ وماذا تلبس؟ وأين تسكن؟ فأقول له، آكل الموت، وألبس الكفن، وأسكن القبر.وبإسنادهقيل له: ألا تشتهي؟ فقال: أشتهي عافية يوم إلى الليل.فقيلله: أليست الأيام كلها عافية؟ فقال: إن عافية يومي، أن لا أعصي الله فيه.وحكيعن حاتم الأصمَّ، أنه قال: كنت في بعض الغزوات، فأخذني شخص فأضجعني للذبح فلم يشتغل به قلبي، بل كنت أنظر ماذا يحكم الله تعالى فيَّ.فبينماهو يطلب السكين من حقِّه أصابه سهم غرْب. فقتله، وطرحه عني فقمتً.سمعتبعد الله بن يوسف الأصبحاني يقول: سمعت أبا نصر منصور ابن محمد بن إبراهيم الفقي يقول: سمعت أبا محمد جعفر بن محمد بن نصير يقول: روي عن حاتم أنه قال: من دخل في مذهبنا هذا فليجعل في نفسه أربع خصال من الموت: موتاً أبيض، وهو الجوع.وموتاًأسود، وهو: إحتمال الأذى من الخلق.وموتاًأحمر، وهو: العمل الخالص من الشوْب في مخالفة الهوى.وموتاًأخضر، وهو: طرح الرقاع بعضها على بعض.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
|
|
| |
المدير | التاريخ: الجمعة, 2015-05-22, 20:28:07 | رسالة # 4 |
 عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
حالة: Offline
| أبوزكريا الرازي الواعظأبوزكريا يحيى بن معاذ الرازي الواعظ نسيج وحدّه في وقته، له لسان في الرجاء خصوصاً، وكلام في المعرفة. خرج إلى بلخ، وأَقام بها مدَّة.ورجعإلى نيسابور ومات بها سنة: ثمان وخمسين ومائتين.سمعتمحمد بن الحسين رحمه الله، يقول: سمعت عبد الله بن محمد ابن أحمد بن حمدان الكعبري يقول: سمعت أحمد بن محمد بن السرَّي يقول: سمعت أحمد بن عيسى يقول: سمعت يحيى بن معاذ يقول: كيف يكون زاهداً من لا وَرع له؟! تورّع عما ليس لك، ثم ازهد فيما لك.وبهذاالإسناد قال: جوع التوَّابين تجربة، وجوع الزاهدين سياسة، وجوع الصدِّيقين تكرمة.وقاليحيى: الفوت أشد من الموت؛ لأن الفوت انقطاع عن الحق، والموت انقطاع عن الخلق.وقاليحيى: الزهد ثلاثة أشياء، القلَّة، والخلوة، والجوع.وقاليحيى: لا تربح على نفسك بشيء أجلّ من أن تشغلها في كل وقت بما هو أولى بها.وقيل:إن يحيى بن معاذ تكلم ببلخ في تفضيل الغنى على الفقر، فأعطي ثلاثين ألف درهم، فقال بعض المشايخ: لا بارك الله له في هذ المال فخرج إلى نيسابور، فوقع عليه اللص وأخذ ذلك المال منه.أخبرناعبد الله بن يوسف الأصبهاني قال: أبنأنا أبو القاسم عبد الله ابن الحسين بن بالويه الصوفي قال: سمعت محمد بن عبد الله الرازي يقول: سمعت الحسين بن علويه يقول: سمعت يحيى بن معاذ الرازي يقول: من خان الله في السرِّ هتك الله ستره في العلانية.سمعتعبد الله بن يوسف يقول: سمعت أبا الحسين محمد بن عبد العزيز المؤذَّن يقول: سمعت محمد بن محمد الجرجاني يقول: سمعت عليّ بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معاذ الرازي يقول: تزكية الأشرار لك هُجْنة بك، وحبُّهم لك عيب عليك، وهانَ عليك من إحتاج إليك.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
|
|
| |
المدير | التاريخ: الجمعة, 2015-05-22, 20:28:48 | رسالة # 5 |
 عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
حالة: Offline
| أبوحامد بن خضرويه البلخي
أبوحامد أحمد بن خضرويه البلخي من كبار مشايخ خراسان، صحب أبا تراب التخشبي.قدمنيسابور، وزار أبا حفص، وخرج إلى بسطام في زيارة أبي يزيد البسطامي وكان كبيراً في الفتوَّة.وقالأبو حفص: ما رأيت أحداً أكبر همَّة، ولا أصدق حالاً من أحمد بن خضرويه.وكانأبو يزيد يقول: أستاذنا أحمد.سمعتمحمد بن الحسين، رحمه الله، يقول: سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت محمد بن حامد يقول: كنت جالساً عند أحمد بن خضرويه، وهو في النزع، وكان قد أتي عليه خمس وتسعون سنة.فسألهبعض أصحابه عن مسألة؛ فدمعت عيناه، وقال: يا بني، بابٌ كنت أدقه منذ خمس وتسعين سنة، وهو ذا يُفتح لي الساعة لا أدري أباب السعادة يُفتح أم بالشقاوت؟ أنَّي لي أوان الجواب؟ قال:وكان عليه سبمعمائة دينار، وغرماؤه عنده، فنظر إليهم. وقال: اللهم إنك جعلت الرهون وثيقة لأرباب الأموال، وأنت تأخذ عنهم وثيقَتَهم فأدّعنيِّ.قال:فدّق داقٌّ الباب وقال: أين غرماء أحمد؟ فقضي عنه.ثمخرجت روحه، ومات، رحمه الله، سنة أربعين ومائتين.وقالأحمد بن خضرويه: لا نوم أثقل من الغفلة ولا رق أملك من الشهوة، ولولا ثقل الغفلة عليك لما ظفرت بك الشهوة.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
|
|
| |
المدير | التاريخ: الجمعة, 2015-05-22, 20:29:31 | رسالة # 6 |
 عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
حالة: Offline
| أبوالحسين بن أبي الحواري
أبوالحسين أحمد بن أبي الحواري من أهل دمشق، صحب أبا سليمان الداراني وغيره، مات سنة: ثلاثين ومائتين. وكان الجنيد يقول: أحمد بن أبي الحواري: ريحانة الشام.سمعتالشيخ أبا عبد الرحمن السلمي يقول: سمعت أبا أحمد الحافظ يقول: سمعت سعيد بن عبد العزيز الحلبي يقول: سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول: من نظر إلى الدنيا نظرة إرادة وحبّ لها أخرج الله نور اليقين والزهد من قلبه. وبهذا الإسناد يقول: من عمل عملا بلا اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فباطل عمله.وبهذاالإسناد قال أحمد بن أبي الحواري: أفضل البكاء: بكاء العبد على ما فاته من أوقاته على غير الموافقةَ.وقال أحمد: ما ابتلي الله عبداً بشيء أشد منالغفلة والقسوة.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
|
|
| |
المدير | التاريخ: الجمعة, 2015-05-22, 20:30:11 | رسالة # 7 |
 عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
حالة: Offline
| أبوحفص الحداد
أبوحفص عمر بن مسلمة الحداد من قرية يقال لها كورداباذ على باب مدينة نيسابور، على طريق بخارى.كانأحد الأئمة والسادة. مات سنة نيِّف وستين ومائتين.قالأبو حفص: المعاصي يريد الكفر، كما أن الحمَّى يريد الموت.وقالأبو حفص: إذا رأيت المريد يحب السماع فأعلم أن فيه بقية من البطالة.وقال:حُسن أدب الظاهر عنوان حسن أدب الباطن.وقال:الفتوَّة: أداءالإنصاف، وترك مطالبة الإنصاف.سمعتمحمد بن الحسين يقول: سمعت أبا الحسن محمد بن موسى يقول: سمعت أبا علي الثقفي يقول: كان أبو حفص، يقول: من لم يزن أفعاله وأَحواله في كل وقت بالكتاب والسنَّة، ولم يتهم خواطره، فلا نعُده في ديوان الرجال.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
|
|
| |
المدير | التاريخ: الجمعة, 2015-05-22, 20:31:00 | رسالة # 8 |
 عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
حالة: Offline
| أبوتراب النخشبي أبوتراب عسكر بن حصين النخشبي صاحب حاتماً الأصمَّ، وأبا حاتم العَّار المصري.ماتسنة: خمس وأربعين ومائتين.قيل: مات بالبادية نهسته السباع.وقالابن الجلاء: صحبت ستمائة شيخ، مالقيت فيهم مثل أربعة: أوَّلهم: أبو تراب النخشبي.قالأبو تراب: الفقير قُوتُه: ما وجده، ولباسه: ماستره، ومسكنه: حيث نزل.وقالأبو تراب: إذا صدق العبد في العمل وجد حلاوته قبل أن يعمله، فإذا أخلص فيه وجد حلاوته ولذَّته وقت مباشرة الفعل.سمعتالشيخ أبا عبد الرحمن السلمي، رحمه الله، يقول: سمعت جدِّي إسماعيل بن نجيد يقول: كان أبو تراب النخشبي إذا رأى من أصحابه ما يكره زاد في اجتهاده وجدَّد توبته ويقول: بشؤمي دفعوا إلى ما دُفعوا إليه، لأن الله عز وجل يقول: إن الله لا يغيِّر ما بقوم حتى يغِّيروا ما بأنفسهم قال: وسمعته يقول أيضاً لأصحابه: من لبس منكم مُرَقعة فقد سأل، ومن قعد في خانقاه أو مسجد فقد سأل، ومن قرأ القرآنِ من مصحف، أو كيما يسمع الناس فقد سأل.قال:وسمعته يقول: كان أبو تراب يقول: بيني وبين الله عهد أن لا أمد يدي إلى حرام إلا قصرت يدي عنه.ونظرأبو تراب يوماً إلى صوفيِّ من تلامذته قد مدَّ يده إلى قشر بطيخ، قد طوى ثلاثة أيام، فقال له أبو تراب: تمد يدك إلى قشر البطيخ؟ أنت لا يصلح لك التصوف، الزم السوق.سمعتمحمد بن الحسين يقول: سمعت أبا العباس البغدادي يقول: سمعت أبا عبد الله القارسي يقول: سمعت أبا الحسين الرازي يقول: سمعت يوسف ابن الحسين يقول: سمعت أبا تراب النخشبي يقول: ما تمنت نفسي عليّ شيئاً قط، إلا مرة واحدة: تمنت عليَّ خبزاً وبيضاً، وأنا في سفري، فعدلت عن الطريق إلى قرية، فوثب رجل وتعلق بي وقال: كان هذا مع اللصوص، فبطحوني وضربوني سبعين خشبة. قال: فوقف علينا رجل صوفي، فصرخ وقال: ويحكم هذا أبو تراب النخشبي، فخلوني واعتذروا إليَّ وأدخلني الرجل منزله، وقدَّم إليَّ خبزاً وبيضاَ، فقلت: كلْها بعد سبعين جلدة.وحكىابن الجلاء قال: دخل أبو تراب مكة طيِّب النفس، فقلت: أين أكلت أيُّها الأستاذ؟ فقال: أكلة بالبصرة، وأكلة بالنباج، وأكلة هاهنا.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
|
|
| |
المدير | التاريخ: الجمعة, 2015-05-22, 20:31:58 | رسالة # 9 |
 عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
حالة: Offline
| أبومحمد عبد الله بن خبيق
منزهَّاد المتصوِّفة، صحب يوسف بن أَسباط.كانكوفيَّ الأصل. ولكنه سكن أَنطاكية.سمعتمحمد بن الحسين يقول: سمعت أبا الفرج الورثاني يقول: سمعت أبا الأزهر الميافارقيني يقول: سمعت فتح بن شخرف يقول: حدثني عبد الله ابن حبيق أول ما لقيته فقال لي: يا خراساني، إنما هي أربع لا غير: عينك، ولسانك، وقلبك، وهواك.. فانظر عينك، لا تنظر بها إلى ما لايحل، وأنظر لسانك، لا تقل به شيئاً يعلم الله تعالى خلافه من قلبك؛ وانظر قلبك، لا يكن فيه غلٌّ ولا حقد على أحد من المسلمين، وانظر هواك لا تهوي به شيئاً من الشرِّ، فإذا لم يكن فيك هده الأربع من الخصال، فاجعل الرماد على رأسك؛ فقد شقيت.وقالابن خُبيق: لا نعتَمّ إلا من شيء يضرك غداً، ولا تفرح إلا بشيء يسرُّك غداً.وقالابن خبيق: وحشة العباد عن الحق، أو حشتْ منهم القلوب، ولو أنهم أنسوا بربِّهم لأنس بهم كل أحد.وقال:أنفع الخوف ما حجزك عن المعاصي، وأطال منك الحزن على ما فاتك، وألزمك الفكرة في بقية عمرك. وأنفع الرجاء: ما سهَّل عليك العمل.وقال:طول الاستماع إلى الباطل يطفىء حلاوة الطاعة من القلب.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
|
|
| |
المدير | التاريخ: الجمعة, 2015-05-22, 20:33:37 | رسالة # 10 |
 عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
حالة: Offline
| أبوعلي الأنطاكي
أبوعلي أحمد بن عاصم الأنطاكي من أقران بشر بن الحارث، والسريِّ السقطي، والحارث المحاسبيّ.وكانابو سليمان الداراني يسميه: جاسوس القلب، لحدة فراسته.وقالأحمد بن عاصم: إذا طلبت صلاح قلبك فاستعن عليه بحفظ لسانك.وقالأحمد بن عاصم: قال الله تعالى: " إنما أموالكم وأولادكم فتنة " ونحن نستزيد من الفتنة.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
|
|
| |
المدير | التاريخ: الجمعة, 2015-05-22, 20:34:19 | رسالة # 11 |
 عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
حالة: Offline
| أبوالسري منصور بن عمار
منأهل مرو، من قرية يقال لها: يرانقان.وقيلإنه من بوشنج أقام بالبصرة: وكان من الواعظين الأكابر.وقالمنصور بن عمار: من جزع من مصائب الدنيا تحوَّلت مصيبته في دينه.وقالمنصور بن عمار: أحسن لباس العبد: التواضع، والانكسار، وأحسن لباس العارفين: التقوي، قال الله تعالى: " ولباس التقوى ذلك خير " .وقيل:إن سبب توبته أنه وجد في الطريق رقعة مكتوباً عليها " بسم الله الرحمن الرحيم " ، فرفعها، فلم يجد لها موضعاً فأكلها، فرأى في المنام كأن قائلا قال له: فتح الله عليك باب الحكمة؛ باحترامك لتلك الرقعة.سمعتالشيخ أبا عبد الرحمن السلمي، رحمه الله، يقول: سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت أبا العباس القاصّ يقول: سمعت أبا الحسن الشعراني يقول: رأيت منصور بن عمار في المنام، فقلت له: ما فعل الله بك؟ فقال قال لي: أنت منصور بن عمار؟ فقلت: بلى يا رب.قال:أنت الذي كنتّ تزهدِّ الناس في الدنيا وترغب فيها؟ قلت: قد كان ذلك يا رب، ولكني ما اتخذت مجلساً إلا بدأت بالثناء عليك وثنَّيت بالصلاة على نبيك؛ صلى الله عليه وسلم، وثلَّثت بالنصيحة لعبادك.فقال:صدق، ضعوا له كرسياً، يمجدني في سمائي بين ملائكتي، كما كان يمجِّدني في أرضي بين عبادي.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
|
|
| |
المدير | التاريخ: الجمعة, 2015-05-22, 20:35:04 | رسالة # 12 |
 عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
حالة: Offline
| أبوصالح القصار
أبوصالح حمدون بن أحمد بن عمارة القصار نيسابوري، منه انتشر مذهب الملامتية بنيسابور صحب سلمان الباروسي، وأبا تراب النخشبي.مات:سنة إحدى وسبعين ومائتين.سئلحمدون: متى يجوز للرجل أن يتكلم على الناس؟ فقال: إن تعين عليه أداء فرض من فرائض الله تعالى في علمه، أو خاف هلاك إنسان في بدعة، وهو يرجو أن ينجيه الله تعالى منها.وقال:من ظن أن نفسه خير من نفس فرعون، فقد أظهر الكبر.وقال:مذ علمت أن للسلطان فراسة في الأشرار، ما خرج خوف السلطان من قلبي.وقال:إذا رأيت سكرناً فتمايل؛ لئلا تبغي عليه، فتبتلي بمثل ذلك.وقالعبد الله بن منازل: قلت لأبي صالح: أوصني.فقال:" إن استطعت أن لا تغضب لشيء من الدنيا، فافعل " .وماتصديق له، وهو عند رأسه، فلما مات أطفأ حمدون السراج. فقالوا له: في مثل هذا الوقت يزاد في السراج الدهنُ.فقاللهم: إلى هذا الوقت كان الدهن له ومن هذا الوقت صار الجهن للورثة.وقالحمدون: من نظر في سير السلف عرف تقصيره وتخلفه عن درك درجات الرجال.وقال:لا تفش على أحد ما تحب أن يكون مستوراً منك.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
|
|
| |
المدير | التاريخ: الجمعة, 2015-05-22, 20:44:07 | رسالة # 13 |
 عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
حالة: Offline
| أبوالقاسم الجنيد بن محمد
سيدهذه الطائفة وإمامهم.أصلهمن نهاوند. ومنشؤه بالعراق. وأبوه كان يبيع الزجاج؛ فلذلك يقال له: القواريري. وكانفقيهاً على مذهب أبي ثور وكان يفتي في حلقته بحضرته وهو ابن عشرين سنة. صحب خاله السري، والحارث المحاسبي ومحمد بن علي القصاب.ماتسنة: سبع وتسعين ومائتين.سمعتمحمد بن الحسين؛ رحمه الله، يقول: سمعت محمد بن الحسين البغدادي يقول: سمعت الفراغاني يقول: سمعت الجنيد؛ وقد سئل: من العارف؟ قال: من نطق عن سرَّك وأنت ساكت.سمعتالشيخ أبا عبد الرحمن السلمي، رحمه الله، يقول: سمعت محمد ابن عبد الله الرازي يقول: سمعت أبا محمد الجريري يقول: سمعت الجنيد يقول: ما أخذنا التصوف عن القيل والقال، لكن عن الجوع؛ وترك الدنيا، وقطع المألوفات والمستحسنات.سمعتمحمد بن الحسين، رحمه الله يقول: سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت أبا محمد الجريري يقول: سمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت أبا نصر الأصبهاني يقول: سمعت أبا علي الروذباري يقول: سمعت الجنيد يقول لرجل ذكر المعرفة وقال: أهل المعرفة بالله: يصلون إلى ترك الحركات من باب البرِّ والتقربُّ إلى الله عزَّ وجلَّ.فقالالجنيدِّ: إن هذا قول قوم تكلموا بإسقاط الأعمال، وهو عندي عظيمة، والذي يسرق ويزني أحسن حالاً من الذي يقول هذا، فإن العارفين بالله تعالى أخذوا الأعمال عن الله تعالى، وإليه رجعوا فيها، ولو بقيتُ ألف عام لم أنقص من أعمال البرِّ ذرَّة إلا أن يحال بي دونها.وقالالجنيد: إن أمكنك أن لا تكون آلة بينك إلا خزفاً، فأفعل.وقالالجنيد: الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا على من أقتفى أثر الرسول عليه الصلاة والسلام.سمعتمحمد بن الحسين، رحمه الله، يقول: سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت أبا عمر الأنماطي يقول سمعت الجنيد يقول: لو أقبل صادق على الله ألف ألف سنة، ثم أعرض عنه لحظة، كان ما فاته أكثر مما ناله.وقالالجنيد: من لم يحفظ القرآن، ولم يكتب الحديث لا يُقتدى به في هذا الأمر، لأن علمنا هذا مقيَّد بالكتاب والسنَّة.سمعتمحمد بن الحسين يقول: سمعت أبا نصر الأصبهاني يقول: سمعت أبا علي الروذباري يقول عن الجنيد: مذهبنا هذا: مقيَّد بأصول الكتاب والسنَّة.وقالالجنيد: علمنا هذا مشيّد بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.أنبأنامحمد بن الحسين رحمه الله، قال: سمعت أبا الحسين بن فارس يقول: سمعت أبا الحسين علي بن إبراهيم الحداد يقول: حضرت مجلس القاضي أبي العباس بن شريح، فتكلَّم في الفروع والأصول بكلام حسن عجبت منه، فلما رأي إعجابي قال: أتدري من أين هذا؟ قلت: يقول به القاضي.فقال:هذا ببركة مجالسة أبي القاسم الجنيد.وقيلللجنيد: من أين استفدت هذا العلم؟ فقال: من جلوسي بين يدي الله ثلاثين سنة تحت تلك الدرجة. وأومأ إلى درجة في داره.سمعتالأستاذ أبا عليّ الدقاق، رحمه الله، يحكي ذلك، وسمعته يقول: رؤى في يده سبحة، فقيل له: أنت مع شرفك تأخذ بيدك سبحة؟! فقال: طريق به وصلت إلى ربي لا أفارقه.سمعتالآستاذ أبا عليّ، رحمه الله يقول: كان الجني يدخل كل يوم حانوته، ويسبل الستر، ويصلي أربعمائة ركعة، ثم يعود إلى بيته.وقالأبو بكر العطوي: كنت عند الجنيد حين مات، فرأيته ختم القرآن.. ثم ابتدأ من البقرة. وقرأ سبعين آية ثم مات رحمه الله.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
|
|
| |
المدير | التاريخ: الجمعة, 2015-05-22, 20:47:36 | رسالة # 14 |
 عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
حالة: Offline
| أبوعثمان الجبري
أبوعثمان سعيد بن إسماعيل الجبري المقيم بنيسابور. وكان من الري صحب شاه الكرماني، ويحيى ابن معاذ الرازي ثم ورد نيسابور، مع شاه الكرماني؛ على أبي حفص الحداد وأقام عنده، وتخرَّج به، وزوجه أبو حفص ابنته.ماتسنة ثمان وتسعين ومائتين، وعاش بعد أبي حفص نيفا وثلاثين سنة.سمعتمحمد بن الحسين، رحمه الله، يقول: سمعت أبا عمر بن حمدان يقول: سمعت أبا عثمان يقول: لا يكمل إيمان الرجل حتى يستوي في قلبه أربعة أشياء: المنع، والإعطاء، والعزّ، والذلُّ.سمعتمحمد بن الحسين، رحمه الله، يقول: سمعت عبد الرحمن بن عبد الله يقول: سمعت بعض أصحاب أبي عثمان قول: سمعت أبا عثمان، يقول: صحبت أبا حفص مدَّة، وأنا شاب، فطردني مرَّة، وقال: لا تجلس عندي.فقمت،ولم أوَله ظهري، وانصرفت إلى ورائي، ووجهي إلى وجهه.. حتى غبت عن عينيه، وجعلت على نفسي: أن أحفر على بابه حفرة لا أخرج منها إلا بأمره.فلمارأي ذلك أدناني، وجعلني من خواصِّ أصحابه. قال:وكان يقول في الدنيا ثلاثة لا رابع لهم: أبو عثمان: بِنيسَابور، والجنيد ببغداد، وأبو عبد الله بن الجلاء بالشام.وقالأبو عثمان: منذ أربعين سنة ما أقامني الله تعالى في حال فكرهته، ولا نقلني إلى غيره فسخته.سمعتالشيخ أبا الرحمن السلمي، رحمه الله يقول: سمعت عبد الله ابن محمد الشعراني يقول: سمعت أبا عثمان يقول ذلك.ولماتغيَّر على أبي عثمان الحال مزّق ابنه أبو بكر قميصاً على نفسه، ففتح أبو عثمان عينيه وقال: خلاف السُّنة يا بني في الظاهر، علامة رياء في الباطن.سمعتمحمد بن الحسين، يقول: سمعت محمد بن أحمد الملامتي يقول: سمعت أبا الحسين الوَّراق يقول: سمعت أبا عثمان يقول: الصحبة مع الله: بحسن الأدب؛ ودوام الهيبة، والمراقبة.والصحبةمع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم باتِّباع سنَّته، ولزوم ظاهر العلم.والصحبةمع أولياء الله تعالى بالاحترام والخدمة.والصحبةمع الأهل: بحسن الخلق.والصحبةمع الأخوان: بدوام البشر ما لم يكن إثما.والصحبةمع الجهَّال: بالدعاء لهم والرحمة عليهم.سمعتعبد الله بن يوسف الأصبهاني رحمه الله يقول: سمعت أبا عمرو بن نجيد يقول: سمعت أبا عثمان يقول: من أمَّر السنَّة على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالحكمة، ومن أمَّر الهوي على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالبدعة، قال الله تعالى: ون تطيعوه تهتدوا.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
|
|
| |
المدير | التاريخ: الجمعة, 2015-05-22, 20:48:15 | رسالة # 15 |
 عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
حالة: Offline
| أبوالحسين النوري
أبوالحسين أحمد بن محمد النوري بغدادي المولد والمنشأ، بغوي الأصل.صحبالسريَّ السقطي، وابن أبي الحواري. وكان من أقران الجنيد رحمه الله.ماتسنة: خمس وتسعين ومائتين. وكان كبير الشأن، حسن المعاملة واللسان.قالالنوري، رحمه الله: التصوُّف: ترك كل حظ للنفس.وقالالنوري: أعزُ الأشياء في زماننا شيئان: عالم يعمل بعلمه، وعارف ينطق عن حقيقة.سمعتأبا عبد الله الصوفي، رحمه الله، يقول: سمعت أحمد بن محمد البرذعي يقول: سمعت المرتعش يقول: سمعت النوري يقول: من رأيته يدَّعي مع الله حالة تخرجه عن حد العلم الشرعي فلا تقربنَّ منه.سمعتالشيخ أبا عبد الرحمن السلمي، رحمه الله، يقول: سمعت أبا العباس البغدادي يقول: سمعت الفرغاتي يقول: سمعت الجنيد يقول: منذ مات النوري لم يخْبِر عن حقيقة الصدق أحد.وقالأبو أحمد المغازلي: مارأيت أعبد من النوري، قيل: ولا الجنيد. قال: ولا الجنيد.وقالالنوري: كانت المواقع غطاءً على الدرِّ، فصارت اليوم مزابل على جيّف.وقيل:كان يخرج كلَّ يوم من داره، ويحمل الخبز معه. ثم يتصدَّق به في الطريق، ويدخل مسجداً يصِّلي فيه إلى قريب من الظهر؛ ثم يخرج منه ويفتح باب حانوته، ويصوم.فكانأهله يتوهَّمون أنه يأكل في السوق، وأهل السوق يتوهَّمون أنه يأكل في بيته.وبقيعلى هذا في ابتدائه عشرين سنة.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
|
|
| |
المدير | التاريخ: الجمعة, 2015-05-22, 20:48:58 | رسالة # 16 |
 عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
حالة: Offline
| أبوعبد الله الجلاء
أبوعبد الله أحمد بن يحيى الجلاء بغداديُّ الأصل، أقام بالرملة ودمشق. من أكابر مشايخ الشام.صحبأبا تراب، وذا النون، وأبا عبيد اليُسري؛ وأباه يحيى الجلاَّء.سمعتمحمد بن الحسين، رحمه الله، يقول: سمعت محمد بن عبد العزيز الطبري يقول: سمعت أبا عمر الدمشقي، يقول: سمعت ابن الجلاَّء يقول: قلت لأبي وأمي: أحبُّ أن تهباني لله عزَّ وجل. فقالا: قد وهبناك لله عز وجلَّ.فغبتعنهما مدَّة، فلما رجعت كانت ليلة مطيرة، فدققت الباب، فقال لي أبي: من ذا؟ قلت: ولدك أحمد.فقال:كان لنا ولد، فوهبناه لله تعالى، ونحن من العرب لا نسترجع ما وهبناه. ولم يفتح لي الباب.وقالابن الجلاَّء: من استوى عنده المدح والذم، فهو زاهد. ومن حافظ على الفرائض في أول موافيتها فهو عابد، ومن رأى الأفعال كلها من الله، فهو مُوحِّد لا يرى إلا وَاحداً.ولمامات ابن الجلاَّء نظروا إليه، وهو يضحك: فقال الطبيب: إنه حي.ثمنظر إلى مجسَّته فقال: إنه ميت. ثم كشف عن وجهه، فقال: لا أدري أهو ميت أم حي!! وكان في داخل جلده عِرق على شكل الله.وقالابن الجلاَّء، رحمه الله، كنت أمشي مع أستاذي، فرأيت حدثاً جميلاً فقلت: يا أستاذي، تُرى يعذِّب الله هذه الصورة؟ فقال: أوَ نظرت إليهّّ سترى غبَّه.قال:فنسيت القرآن بعده بعشرين سنة.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
|
|
| |
المدير | التاريخ: الجمعة, 2015-05-22, 20:51:41 | رسالة # 17 |
 عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
حالة: Offline
| أبومحمد رويم بن أحمد
بغداديُّ،من أجلَّة المشايخ. مات: سنة ثلاثة وثمانمائة.وكانمقرئاً، وفقيها على مذهب داود.قالرويم: من حِكم الحكيم، أن يوسِّع على إخوانه في الأحكام، ويضيِّق على نفسه فيها، فإن للتوسعة عليهم اتباع العلم، والتضييق على نفسه من حكم الورع.سمعتالشيخ أبا عبد الرحمن السلمي، رحمه الله، يقول: سمعت عبد الواحد ابن بكر يقول: سمعت أبا عبد الله بن خفيف يقول: سألت رويما، فقلت: أوصني.فقال:ما هذا الأمر، إلا ببذل الروح، فإن أمكنك الدخول فيه مع هذا، وإلا فلا تشتغل بترَّهات الصوفية.وقالرويم: قعودك مع كل طبقة من الناس أسلم من قعودك مع الصوفية، فإن كل الخَلق قعدوا على الرسوم، وقعدت هذه الطائفة على الحقائق وطالب الخلق كلهم أنفسهم بظواهر الشرع، وطالب هؤلاء أنفسَهم بحقيقة الورع، ومداومة الصدق، فمن قعد معهم وخالفهم في شيء مما يتحققون به نزع الله نورَ الإيمان من قلبه.وقالرويم: اجتزت ببغداد وقت الهاجرة ببعض السكك، وأنا عطشان، فاستقيت من دار، ففتحت صبيَّة بابها، ومعها كوز، فلما رأتني قالت: صوفيُّ يشرب بالنهار!! فما أفطرتُ بعد ذلك اليوم قط.وقالرويم: إذا رزقك الله المقال، والفعال، فأخذ منك المقال وأبقى عليك الفعال فإنها نعمة، وإذا أخذ منك الفعال، وأبقى عليك المقال، فإنها مصيبة، وإذا أخذ منك كليهما فهي نقمة وعقوبة.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
|
|
| |
المدير | التاريخ: الجمعة, 2015-05-22, 20:52:42 | رسالة # 18 |
 عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
حالة: Offline
| أبوعبد الله البلخي
أبوعبد الله محمد بن الفضل البلخي ساكن سمرقند: بلخي الأصل، أخرج منها، فدخل سمرقند، ومات بها.وصحبأحمد بن خَضْرويه، وغيره، وكان أبو عثمان الحيري يميل إليه جداً. مات سنة: تسع عشرة وثلاثمائة.سمعتالشيخ أبا عبد الرحمن السلمي، رحمه الله، يقول: سمعت أحمد ابن محمد القرَّاء، يقول: سمعت أبا بكر بن عثمان يقول: كتب أبو عثمان الحيري إلى محمد بن الفضل يسأله: ما علامة الشقاوة؟ فقال: ثلاثة أشياء: يُرزق العلم ويحرم العمل، ويرزق العمل ويحرم الإخلاص، ويرزق صحبة الصالحين ولا يحترمُ لهم.وكانأبو عثمان الحيري يقول: محمد بن الفضل سمسار الرجال.سمعتمحمد الحسين يقول: سمعت عبد الله الرازي يقول: سمعت محمد ابن الفضل يقول: الراحة في السِّجن من أماني النفوس.سمعتمحمد بن الحسين يقول: سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت محمد بن الفضل يقول: ذهاب الإسلام من أربعة: لا يعملون بما يعلمون، ويعملون بما لا يعلمون، ولا يتعلمون مالا يعلمون، ويمنعون الناس من التعلم.وبهذاالإسناد، قال: العجب ممن يقطع المفاوز ليصل إلى بيته، فيرى آثار النبوة، كيف لا يقطع نفسه وهواه، ليصل إلى قلبه فيرى آثار رِّبه عزَّ وجلّ؟ وقال: إذا رأيت المريد يستزيد من الدنيا، فذلك من علامات إدباره.وسئل عن الزهد، فقال: النظر إلى الدنيا بعين النقصوالإعراض عنها تعزُّزاً، وتظرفاً، وتشرفاً
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
|
|
| |
المدير | التاريخ: الجمعة, 2015-05-22, 21:03:21 | رسالة # 19 |
 عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
حالة: Offline
| أبوبكر الزقاق الكبير
أبوبكر أحمد بن نصر الزقاق الكبير كان من أقران الجنيد. من أكابر مصر.سمعتمحمد بن الحسين، رحمه الله، يقول: سمعت الحسين بن أحمد يقول: سمعت الكتاني يقول: لما مات الزَّقاق انقطعت حُجَّةِ الفقراء في دخولهم مصر.وقالالزقاق: من لم يصحبه التقّي في فقر أكل الحرام المحض.سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمي، رحمه الله،يقول: سمعت محمد ابن عبد الله بن عبد العزيز يقول: سمعت الزقَّاق يقول: تهت في تيه بني إسرائيل مقدار خمسة عشر يوماً، فلما وقعتُ على الطريق استقبلني إنسان جندي، فسقاني شربة من ماء، فعادت قسوتها على قلبي ثلاثين سنة.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
|
|
| |
المدير | التاريخ: الجمعة, 2015-05-22, 21:04:09 | رسالة # 20 |
 عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
حالة: Offline
| أبوعبد الله المكي
أبوعبد الله عمرو بن عثمان المكي لقي أبا عبد الله النباجي، وصحب أبا سعيد الخرَّاز وغيره.شيخالقوم، وإمام الطائفة في الأصول والطريقة.ماتببغداد سنة: إحدى وتسعين ومائتين.سمعتمحمد بن الحسين، رحمه الله، يقول: سمعت محمد بن عبد الله ابن شاذان، يقول: سمعت أبا بكر محمد بن أحمد يقول: سمعت عمرو ابن عثمان المكي يقول: كلما توهمه قلبك، أو رسخ في مجاري فكرتك، أو خطر في معارضات قلبك من حسن، أو بهاء، أو أنس، أو جمال، أو ضياء، أو شبح، أو نور، أو شخص، أو خيال، فالله تعالى بعيد من ذلك، ألا تسمع إلى قوله تعالى: " ليس كمثله شيء؛ وهو السميع البصير " وقال: " لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد " .وبهذاالإسناد قال: العلم قائد، والخوف سائق، والنفس حَرون بين ذلك، جَموح، خدَّاعة، مراوغة، فأحذرها بسياسة العلم، وسقها بتهديد الخوف يتم لك ما تريد.وقال: لا تقع على الواجد عبارة، لأنه سر الله عندالمؤمنين.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
|
|
| |
المدير | التاريخ: الجمعة, 2015-05-22, 21:06:55 | رسالة # 21 |
 عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
حالة: Offline
| سمنونبن حمزة
وكنيته:أبو الحسن، ويقال: أبو القاسم.صحبالسرَّي، وأبا أحمد القلانسي، ومحمد بن علي القصَّار؛ وغيرهم. قيل إنه أنشد:وليسلي في سواك حظ ... فكيفما شئت فاختبرنيفأخذهالأَسر من ساعته فكان يدور على المكاتب، ويقول: ادعوا لعمِّكم الكذَّاب.وقيل:إنه أنشد هذه الأبيات، فقال بعض أصحابه لبعض: سمعت البارحة، وكنت في الرُستاق صوت أستاذنا سمنون يدعو الله، ويتضَرَّع إليه، ويسأله الشفاء.فقالآخر: وأنا أيضاً، كنت سمعت هذا البارحة، وكنت بالموضع الفلاني.فقالثالث، ورابع، مثل هذا، فأخبر سمنون، وكان قد امتُحن بعلّة الأسر، وكان يصبر ولا يجزع، فلما سمعهم يقولون هذا؛ ولم يكن هو دعا؛ ولا نطق بشيء من ذلك، علم أن المقصود منه إظهار الجزع تأدُّباً بالعبودية، وستراً لحاله، فأخذ يطوف على المكاتب ويقول: ادعوا لعمَّكم الكذَّاب.سمعتمحمد بن الحسين، رحمه الله، يقول: سمعت أبا العباس محمد ابن الحسن البغدادي يقول: سمعت جعفراً الخلدي يقول: قال لي أبو أحمد المغازلي.كانببغداد رجل فرق على الفقراء أربعين ألف درهم، فقال لي سمنون: يا أبا أحمد، ألا ترى ما قد أنفق هذا، وما قد عمله؟ ونحن ما نجد شيئاً!! فامض بنا إلى موضع نصلِّ فيه بكل درهم أنفقه ركعة.فمضيناإلى المدائن، فصلّينا أربعين ألف صلاة.وكانسمنون ظريف الخلُق، أكثر كلامه في المحبَّة. وكان كبير الشأن مات قبل الجنيد، كما قيل.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
|
|
| |
المدير | التاريخ: الجمعة, 2015-05-22, 21:11:53 | رسالة # 22 |
 عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
حالة: Offline
| أبوعبيد البسري
منقدماء المشايخ صحب أبا تراب النخشَبي.سمعتمحمد بن الحسين، رحمه الله، يقول: سمعت عبد الله بن عليٍّ يقول: سمعت الدُّقي يقول: سمعت ابن الجلاَّء يقول: لقيت ستمائة شيخ فما رأيت مثل أربعة: ذي النون المصري، وأبي، وأبي تراب، وأبي عبيد البُسري.سمعتالشيخ أبا عبد الرحمن السلمي، رحمه الله، يقول: سمعت أحمد بن محمد البَغوي يقول: سمعت محمد بن معمر يقول: سمعت أبا زرعة الحسني يقول: كان أبو عبيد البسري يوماً على جرجر يدرس قمحاً له. وبينه وبين الحج ثلاثة أيام؛ إذ أتاه رجلان، فقالا: يا أبا عبيد، تنشط للحج؟ فقال: لا.ثمإلتفت إليّ وقال: شيخك على هذا أقدر منهما. يعني نفسه.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
|
|
| |
المدير | التاريخ: الجمعة, 2015-05-22, 21:13:23 | رسالة # 23 |
 عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
حالة: Offline
| أبوالفوارس الكرماني
أبوالفوارس شاه بن شجاع الكرماني كان من أولاد الملوك.صحبأبا تراب النَخْشَبيّ، وأبا عُبيد البُسْري، وأولئك الطبقة.وكانأحد الفتيان كبير الشأن، مات قبل الثلاثمائة.وقالشاه: علامة التقوى الورع، وعلامة الورع الوقوف عند الشبهات.وكانيقول لأصحابه: اجتنبوا الكذب، والخيانة، والغيبة، ثم اصنعوا ما بدالكم.سمعتالشيخ أبا عبد الرحمن السلمي يقول: سمعت جدِّي ابن نجيد يقول: قال شاه الكرماني: من غَضَّ بصره عن المحارم، وأمسك نفسه عن الشهوات وعمر باطنه بدوام المراقبة، وظاهره باتِّباع السنة، وعوّد نفسه أكل الحلال لم تخطىء له فراسة.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
|
|
| |
المدير | التاريخ: الجمعة, 2015-05-22, 21:13:55 | رسالة # 24 |
 عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
حالة: Offline
| يوسفبن الحسينشيخالرَيِّ والجبال في وقته.وكاننسيج وحَده في إسقاط التصنُّع.وكانعالما أديباً، صحب ذا النون المصري، وأبا تراب النخشبي، ورافق أبا سعيد الخرَّاز مات سنة: أربع وثلاثمائة.قاليوسف بن الحسين: لأن ألقي الله تعالى بجميع المعاصي أحبُّ إلى من أن ألقاه بذرَّةٍ من التصنّع.وقاليوسف بن الحسين: إذا رأيت المريد يشتغل بالرخص، فاعلم أنه لا يجيء منه شيء.وكتبإلى الجنيد: لا أذانك لله طعم نفسك فإنك إن ذقتها لم تذق بعدها خيراً أبداً.وقاليوسف بن الحسين: رأيت آفات الصوفية في صحبة الأحداث، ومعاشرة الأضداد، ورِفق النسوان.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
|
|
| |
المدير | التاريخ: الجمعة, 2015-05-22, 21:58:30 | رسالة # 25 |
 عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
حالة: Offline
| إبراهيمبن أدهم
أبوإسحق إبراهيم بن أدهم بن منصور من كُورة بلخ، رضي الله تعالى عنه.كان من أبناء الملوك، فخرج يوماً متصيِّداً، فأثار ثعلباً أو أربناً وهو في طلبه، فهتف به هاتف: يا إبراهيم، ألهذا خُلقتَ، أم بهذا أمُرت؟.ثم هتف به أيضاً من قربوس سرجه: والله ما لهذا خُلقت، ولا بهذا أُمرت. فنزل عن دابته. وصادف راعياً لأبيه، فأخذ جُبَّةً للراعي من صوف، ولبسها وأعطاه فرسه وما معه، ثم إنه دخل البادية، ثم دخل مكة، وصحب بها سفيان الثوري.والفضيل بن عياض، ودخل الشام ومات بها.وكان يأكل من عمل يده، مثل: الحصاد، وحفظ البساتين، وغير ذلك.وأنه رأى في البادية رجلاً علَّمه اسم الله الأعظم فدعا به بعده، فرأى الخضر عليه السلام، وقال له: إنما علَّمك أخي داود اسم الله الأعظم. أخبرنا بذلك الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي، رحمه الله، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن الخشاب قال: حدثنا أبو الحسن علي بن محمد المصري، قال: حدثنا أبو سعيد الخراز قال: حدثنا إبراهيم بن بشَّار قال: صحبت إبراهيم ابن أدهم، فقلت: خبّرني عن بدء أمرك فذكر هذا. وكان إبراهيم بن أدهم كبير الشأن في باب الورع، ويحكى عنه أنه قال: أطب مطعمك، ولا حرج عليك أن لا تقوم الليل ولا نصوم النهار. وقيل:كان عامة دعائه: " اللهم انقلني من ذلِّ معصيتك إلى عزِّ طاعتك " وقيل لإبراهيم بن أدهم: إن اللحم قد غلا!!. فقال:أرخصوه أي: لاتشتروه وأنشد في ذلك:وإذاغلا شيء عليَّ تركته ... فيكون أرخص ما يكون إذا غلا " أخبرنا محمد بن الحسين، رحمه الله تعالى، قال: سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت محمد بن حامد يقول: سمعت أحمد بن خضرويه يقول: قال إبراهيم بن أدْهم لرجل في الطواف: أعلم أنك لا تنال درجة الصالحين حتى تجوز ست عقبات: أولاها: تغلق باب النعمة، وتفتح باب الشدَّة. والثانية:تغلق باب العزِّ، وتفتح باب الذلِّ. والثالثة:تغلق باب الراحة، وتفتح باب الجهد. والرابعة:تغلق باب النوم؛ وتفتح بابو السهر. والخامسة:تغلق باب الغنى، وتفتح باب الفقر. والسادسة:تغلق باب الأمل، وتفتح باب الاستعداد للموت. وكان إبراهيم بن أدهم يحفظ كَرْماً، فمرَّ به جندي، فقال: أعطنا من هذا العنب فقال: ما أمرني به صاحبُه. فأخذيضربه بسوطه، فطأطأ رأسه وقال: إضرب رأساً طالما عصى الله. فأعجز الرجل ومضى. قال سهل بن إبراهيم: صحبت إبراهيم بن أدهم، فمرضت، فأنفق عليَّ نفقته فاشتهيت شهوة، فباع حماره وأنفق عليَّ ثمنه. فلما تماثلت، قلت: ياإبراهيم، أين الحمار؟ فقال: بعناه، فقلت: فعلى ماذا أركب؟ فقال: يا أخي على عنقي. فحملني ثلاث منازل.---------------------------------------------
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
|
|
| |
المدير | التاريخ: الجمعة, 2015-05-22, 21:59:00 | رسالة # 26 |
 عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
حالة: Offline
| أبوالفيض ذو النون المصري وإسمه: ثوبان بن إبراهيم، وقيل الفيض بن إبراهيم، وأبوه كان نوبياً.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
|
|
| |
المدير | التاريخ: الجمعة, 2015-05-22, 21:59:23 | رسالة # 27 |
 عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
حالة: Offline
| أبوعلي الفضيل بن عياض
خرساني،من ناحية مرو.وقيلإنه وُلد بسمرقند، ونشأ بأبيَورد مات بمكة في المحرم سنة: سبع وثمانين ومائة.سمعتمحمد بن الحسين يقول: أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر قال: حدثنا الحسن بن عبد الله العسكري، قال: حدثنا ابن أخي أبي زرعة، قال: حدثنا محمد بن إسحق بن راهويه قال: حدثنا أبو عمار، عن الفضل بن موسى، قال: كان الفضيل شاطراً: يقطع الطريق بين ابيورد وسرخس وكان سبب توبته: أنه عشق جارية، فبينما هو يرتقي الجدران إليها سمع تالياً يتلو: " ألمي أن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله " فقال: يارب قد آن.فرجع..فآراه الليل إلى خرِبة، فإذا فيها رُفقة، فقال بعضهم: ترتحل، وقال قوم: حتى نصبح، فإن فضيلا على الطريق يقطع علينا.فتابالفضيل وأمَّنهم. وجاور الحرم حتى مات.وقالالفضيل بن عياض: إذا أحبَّ الله عبداً أكثر غمَّه، وإذا أبغض عبداً وسَّع عليه دنياه.وقالابن المبارك: إذا مات الفضيل ارتفع الحزن.وقالالفضيل: لو أن الدنيا بحذافيرها عُرضت علىَّ ولا أحاسب بها لكنت أتقذرها، كما يَتقّذَر أحدكم الجيفة إذا مرَّ بها أن تصيب ثوبه.وقالالفضيل: لو حلفت أنِّي مُراء أحبُّ إليَّ من أن أحلف أنيِّ لست بمراء.وقالالفضيل: ترك العمل لأجل الناس هو الرياءُ، والعمل لأجل الناس هو الشرك.وقالأبو عليِّ الرازي: صحبت الفضيل ثلاثين سنة ما رأيته ضاحكاً، ولا متبسما، إلا يوم مات ابنه علي، فقلت له في ذلك، فقال: إن الله أحبَّ أمراً فأحببت ذلك.وقال الفضيل: إني لأعصى الله، فأعرف ذلك في خُلقحماري وخادمي
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
|
|
| |
المدير | التاريخ: الجمعة, 2015-05-22, 21:59:54 | رسالة # 28 |
 عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
حالة: Offline
| معروفبن فيروز الكرخي
أبومحفوظ معروف بن فيروز الكرخي كان من المشايخ الكبار، مجاب الدعوة، يستشفي بقبره.وهومن موالى عليٍّ بن موسى الرضا، رضي الله عنه، مات سنة مائتين: وقيل: سنة إحدى ومائتين. وكان أستاذ السري السقطى، وقد قال له يوما: إذا كانت لك حاجه إلى الله فأقسم عليه بي.سمعتالأستاذ أبا علي الدَّقاق، رحمه الله تعالى، يقول: كان معروف الكرخى أبواه نصرانيان، فسلَّموا معروفاً إلى مؤدبهم، وهو صبي،فكان المؤدب يقول له :قل ثالث ثلاث . فيقول:بل هو واحد.فضربه المعلم يوماًضرباًمبرحا،فهرب معروف، فكان أبواه يقولان : ليته يرجع إلينا على أي دين يشاء،فنوافقه عليه .ثمأنه اسلم على يدي علي بن موسى الرضا..ورجع إلى منزله..ودق الباب .فقيل: من بالباب؟فقال: معروف. فقالوا: على أي دين جئت؟ فقال: على الدين الحنيفي. فأسلم أبواه.سمعتمحمد بن الحسين يقول: سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت أبا بكر الحربي يقول: سمعت سريا السقطي يقول: رأيت معروفا الكرخى في النوم كأنه تحت العرش، فيقول الله عز وجل لملائكته: من هذا؟ فيقولون: أنت أعلم يا رب.فيقول:هذا معروف الكرخى، سكر من حبي، فلا يفيق إلا بلقائي.وقالمعروف: قال لي بعض أصحاب داود الطائي: إياك أن تترك العمل،فإن ذلك الذي يقرّبك إلى رضا مولاك.فقلت: وما ذلك العمل؟ فقال:دوام طاعة ربك،وخدمة المسلمين، والنصيحة لهم.سمعتمحمد بن الحسين يقول: سمعي محمد بن عبد الله الرازي يقول: سمعت على بن محمد الدلال يقول:سمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت أبي يقول: رأيت معروفًا الكرجي في النوم،بعد موته،فقلت له:ماذا فعل الله بك؟ فقال: غفر لى.فقلتبزهدك وورعك ؟ فقال:لا، بقبولي موعظة ابن السماك،ولزوم الفقر،ومحبتي للفقراء.وموعظةابن السماك:ما قاله معروف: كنت ماراً بالكوفة.فوقفت على رجل يقال له:ابن السماك وهو يعظ الناس.فقالفي خلال كلامه:من أعرض عنا لله بكلتيه أعرض الله عنه جملة..ومن أقبل على الله بقلبه أقبل الله برحمته إليه ، وأقبل بجميع وجوه الخلق إليه، ومن كان مرة و مرة فالله يرحمه وقتاً ما.فوقع كلامه في قلبي، فأقبلت على الله تعالى ، وتركت جميع ما كنت عليه، إلا خدمة مولاي على بن موسى الرضا. وذكرتهذا الكلام لمولاي، فقال: يكفيك بهذا موعظة إن اتعظت؟ أخبرني بهذه الحكاية محمد بن الحسين،قال: سمعت على بن عيسى يقول: سمعت سريا السقطى يقول: سمعت معروفاً يقول ذلك.وقيللمعروف في مرض موته: أوصِ.فقال:إذا متُّ فتصدُّقوا بقميصي؛ فإني أريد أن أخرج من الدنيا عرياناً كما دخلتها عرياناً.ومرَّمعروف بسقَّاء يقول: رحم الله من يشرب، وكان صائماً، فتقدمَ فشرب، فقيل له ألم تكون صائماً؟ فقال: بلى، ولكني رجوت دعاءه.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
|
|
| |
المدير | التاريخ: الجمعة, 2015-05-22, 22:00:24 | رسالة # 29 |
 عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
حالة: Offline
| سريبن المغلس السقطي أبوالحسن سري بن المغلس السقطي خال الجنيد، وأستاذه.وكانتلميذ معروف الكرخي؛ كان أوحد زمانه في الورع، وأحوال السنة وعلوم التوحيد: سمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت عبد الله بن علي الطوسي يقول: سمعت أبا عمرو بن علوان يقول: سمعت أبا العباس بن مسروق يقول: بلغني أن السريَّ السقطي كان يتَّجر في السوق، وهو من أصحاب معروف الكرخي، فجاءه معروف يوماً، ومعه صبي يتيم، فقال: اكسِ هذا اليتيم. قال سري: فكسوته، ففرح به معروف، وقال: بغَّض الله إليك الدنيا، وأَراحك مما أَنت فيه.فقمتمن الحانوت وليس شيء أبغض إليَّ من الدنيا.وكلما أنا فيه من بركات معروف.سمعتالشيخ أبا عبد الرحمن السلمي، رحمه الله، يقول: سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت أبا عمر الأنماطي يقول: سمعت الجنيد يقول: ما رأيت أعبدَ من السري: أتت عليه ثمان وتسعون سنة ما رؤى مضطجعاً إلا في علة الموت.ويحكىعن السري أنه قال: التصوُّف: أسم لثلاث معان: وهو الذي لا يطفىء نورُ معرفته نورَ ورعه.ولايتكلَّم بباطن في علم ينقضه عليه ظاهر الكتاب أو السنة.ولاتحمله الكرامات على هتك أستار محارم الله.ماتالسري سنة: سبع وخمسين ومائتين.سمعتالأستاذ أبا عليَّ الدَّقاق يحكى عن الجنيد، رحمه الله، أنه قال: سألني السري يوماً عن المحبَّة، فقلت: قال قوم: هي الموافقة، وقال قوم: الإيثار، وقال قوم: كذا.. وكذا..، فأخذ السري جلدة ذراعه، ومدها، فلم تمتدَّ، ثم قال: وعزَّته تعالى، لو قلت: إن هذه الجلدة يبستْ على هذا العظم من محبته لصدقت.ثمغشى عليه، فدار وجهه كأنه قمر مشرق، وكان السريُّ به أُدمة.ويحكىعن السريِّ أنه قال: منذ ثلاثين سنة أنا في الاستغفار من قولي: الحمد لله مرّة.قيل:وكيف ذلك؟ فقال: وقع ببغداد حريق، فاستقبلني رجل، فقال لي: نجا حانوتك.فقلت:الحمد لله. فمنذ ثلاثين سنة أنا نادم على ما قلت، حيث أردت لنفسي خيراً مما حصل للمسلمين!!.أخبرنيبه عبد الله بن يوسف قال: سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت أبا بكر الحربي يقول: سمعت السريَّ يقول ذلك.ويحكىعن السريِّ أنه قال: أنا أنظر في أنفي في اليوم كذا.. وكذا مرَّة، مخافة أن يكون قد اسودَّ، خوفاً من الله أن يسوِّد صورتي لِما أتعاطاه.سمعتمحمد بن الحسين، رحمه الله، يقول: سمعت محمد بن الحسن ابن الخشاب يقول: سمعت جعفر بن نصير يقول: سمعت الجنيد يقول: سمعت السريَّ يقول: أعرف طريقاً مختصراً قصداً إلى الجنة: فقلت له: ما هو؟.فقال:لا تسأل من أحد شيئاً، ولا تأخذ من أحد شيئاً، ولا يكن معك شيء تعطى منه أحداً.سمعتعبد الله بن يوسف الأصبهاني يقول: سمعت أبا نصر السرَّاج الطوسي يقول: سمعت جعفر بن محمد بن نصير يقول: سمعت الجنيد ابن محمد يقول: سمعت السري يقول: أشتهي أن أموت ببلد غير بغداد، فقيل له: ولم ذلك؟ فقال: أخاف ألا يقبلني قبري فافتضح.سمعتعبد الله بن يوسف الاصبهاني يقول: سمعت أبا الحسن بن عبد الله المغوطي الطرسوسي يقول: سمعت الجنيد يقول: سمعت السريَّ يقول: اللهم مهما عذبتني بشيء فلا تعذبني بذلِّ الحجاب.سمعتعبد الله بن يوسف الأصبهاني يقول: سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت الجريري يقول: سمعت الجنيد يقول: دخلت يوماً على السريِّ السقطي وهو يبكي، فقلت له: ما يبكيك؟ فقال: جائتني البارحة الصبيَّة، فقالت: يا أبتي، هذه ليلة حارَّةٌ، وهذا الكوز أُعلّقه ها هنا.ثمإني حملتني عيناي فنمت، فرأيت جارية من أحسن الخلق قد نزلت من السماء، فقلت: لمن أنت؟ فقالت: لمن لا يشرب الماء المبرَّج في الكيزان.فتناولتالكوز فضربت به الأرض فكسرته. قالالجنيد: فرأيت الخزف لم يرفعه ولم يمسَّه، حتى عفا عليه التراب.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
|
|
| |
المدير | التاريخ: الجمعة, 2015-05-22, 22:00:52 | رسالة # 30 |
 عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
حالة: Offline
| بشربن الحارث الحافي
أبونصر بشر بن الحارث الحافي أصله من مرو وسكن بغداد، ومات به، وهو ابن أخت عليٍّ بن خشرم. مات سنة سبع وعشرين ومائتين. وكان كبير الشأن.وكانسبب توبته: أنه أصاب في الطريق كاغدة مكتوباً فيها أسم الله رجلَ قد وطئتها الأقدامُ، فأخذها واشترى بدورهم كان معه غالية، فطيِّب بها الكاغدة، وجعلها في شق حائط فرأى فيها التأ كأن قائلاً يقول له: يا بشر، طيَّبت اسمى، لأطيبنَّ في الدنيا والآخرة.سمعت الأستاذ أبا علي الدقاق، رحمه الله، يقول: مرَّ بشر ببعض الناس، فقالوا: هذا الرجل لا ينام الليل كلَّه، ولا يفطر إلا في كل ثلاثة أيام مرة؛ فبكى بشر، فقيل له في ذلك فقال: إني لا أذكر أني سهرت ليلة كاملة، ولا أني صمت يوماً لم أفطر من ليلته، ولكن الله سبحانه وتعالى يلقي في القلوب أكثرً مما يفعله العبد لطفاً منه، سبحانه، وكرماً.. ثم ذكر إبتداء أَمره: كيف كان علي ما ذكرناه.سمعتالشيخ أبا عبد الرحمن السلمي، يقول: سمعت محمد بن عبد الله الرازي يقول: سمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم يقول: بلغني أن بشر بن الحارث الحافي قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال لي: يا بشر، أتدري لم رفعك الله من بين أقرانك؟ قلت: لا، يا رسول الله.قال:باتِّباعك لسنَّتي، وخدمتك للصالحين، ونصيحتك لا خوانك، ومحبتك لأصحابي، وأهل بيتي: وهو الذي بلَّغك منازل الأبرار.سمعتمحمد بن الحسين، رحمه الله، يقول: سمعت محمد بن عبد الله الرازي يقول: سمعت بلالا الخواص يقول: منت في تيه بني إسرائيل، فإذا رجل يماشيني، فتعجبت منه، ثم أُلهمت أنه الخضر عليه السلام، فقلت له: بحقِّ الحقِّ من أنت؟ فقال: أخوك الخضر؛ فقلت له: أُريد أن أسألك، فقال: سل. فقلت: ما تقول في الشافعي رحمه الله؟ فقال: هو من الأوتاد.فقلت:ما تقول في أحمد بن حنبل رضي الله عنه؟ قال رجل صدِّيق.قال:فما تقول في بشر بن الحارث الحافي؟ قال: لم يخلق بعده مثله.سمعتالأستاذ أبا علي الدقاق، رحمه الله تعالى، يقول: أتى بشر الحافي باب المعافي بن عمران، فدقَّ الحافي عليه الباب، فقيل: من؟ فقال: بشر الحافي.فقالتلهُ بنيةٌ من داخل الدار: لو اشتريت لك نعلا بدانقين لذهب عنك اسم الحافي.أخبرنيبهذه الحكاية محمد بن عبد الله الشيرازي، قال: حدثنا عبد العزيز بن الفضل قال: حدثني محمد بن سعيد، قال: حدثني محمد بن عبد الله قال: سمعت عبد الله المغازلي يقول: سمعت بشراً الحافي يذكر هذه الحكاية.وسمعتمحمد بن الحسين يقول: سمعت أبا الحسين الحجاجي يقول: سمعت المحاملي يقول: سمعت الحسن المسوحي يقول: سمعت بشر بن الحارث يحكي هذه الحكاية.وسمعتمحمد بن الحسين يقول: سمعت أبا الفضل العطَّار يقول: سمعت أحمد بن علي الدمشقي يقول: قال لي أبو عبد الله بن الجلاء: رأيت ذا النون، وكانت له العبارة، ورأيت سهلاً، وكانت له الإشارة، ورأيت بشر بن الحارث، وكان له الورع.فقيلله: فإلى من كنت تميل؟ فقال: لبشر بن الحارث أستاذنا.وقيل:إنه اشتهى الباقلاء سنين، فلم يأكله، فرؤى في المنام بعد وفاته فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: عَفر لي، وقال: كُلْ يا من لم يأكل، واشرب يا مَنْ لم يشرب.أخبرناالشيخ أبو عبد الرحمن السلمي، رحمه الله، قال: أخبرنا عبيد الله ابن عثمان بن يحيى قال: حدثنا أبو عمرو بن السماك قال: حدثنا محمد ابن العباس قال: حدثنا أبو بكر بن بنت معاوية قال: سمعت أبا بكر بن عفان يقول: سمعت بشر بن الحارث يقول: إني لأشتهي الشِّواء منذ أربعين سنة ما صفا لي ثمنه؟؟ وقيل لبشر: بأيِّ شيء تأكل الخبز؟ فقال أَذكر العافية وأجعلها إداماً.أخبرنابه محمد بن الحسين، رحمه الله، قال: أخبرنا عبيد الله بن عثمان قال: أخبرنا أبو عمرو بن السماك قال: حدثنا عمر بن سعيد قال: حدثنا ابن أبي الدنيا قال: قال رجل لبشر الحكاية المذكورة.وقالبشر: لا يحتمل الحلالُ السَّرف.ورؤيبشر في المنام، فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي، وأباح لي نصف الجنة، وقال لي: يا بشر، لو سجدتّ لي على الجمر ما أديتَ شكرً ما جعلت لك في قلوب عبادي. وقالبشر: لا يجدُ حلاوة الآخرة رجل يُحِبُّ أن يعرفه الناس.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
|
|
| |
المدير | التاريخ: الجمعة, 2015-05-22, 22:01:27 | رسالة # 31 |
 عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
حالة: Offline
| أبوعبد الله المحاسبي الحارثبن أسد المحاسبي عديم النظير في زمانه علماً، وورعاً، ومعاملة، وحالاً.بصرىُّالأصل، مات ببغداد سنة ثلاث وأربعين ومائتين.قيل:إنه ورث من أبيه سبعين ألف درهم فلم يأخذ منها شيئاً. قيل، لأن أباه كان يقول بالقدر، فرأى من الورع أن لا يأخذ من ميراثه شيئاً، وقال: صحَّت الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: " لا يتوارث أهل ملَّتين شيئاً " .سمعتمحمد بن الحسين يقول: سمعت الحسين بن يحيى يقول: سمعت جعفر بن محمد بن نصير يقول: سمعت محمد بن مسروق يقول: مات الحارث ابن أسد المحاسبي وهو محتاج إلى جرهم، وخلف أبوه ضِياعاً وعقاراً، فلم يأخذ منه شيئاً.سمعتالأستاذ أبا عليِّ الدقاق، رحمه الله تعالى، يقول: كان الحارث المحاسبي إذا مدَّ يده إلى طعام فيه شبهة تحرَّك على أصبحه عِرق، فكان يمتنع منه.وقالأبو عبد الله بن خفيف: اقتدوا بخمسة من شيوخنا، والباقون سلِّموا لهم حالهم: الحارث بن أسد المحاسبي، والجنيد بن محمد، وأبو محمد رُويم، وأبو العباس ابن عطاء، وعمرو بن عثمان المكيِّ؛ لأنهم جمعوا بين العلم والحقائق.سمعتالشيخ أبا عبد الرحمن السلمي، رحمه الله، يقول: سمعت عبد الله علي الطوسي يقول: سمعت جعفراً الخلدي يقول: سمعت أبا عثمان البلدي يقول: قال الحارث المحاسبي: من صحح باطنه بالمراقبة والإخلاص زين الله ظاهره بالمجاهدة واتِّباع السنَّة.ويحكىعن الجنيد أنه قال: مرَّ بي يوماً الحارث المحاسبي، فرأيت فيه أثر الجوع، فقلت: يا عم، تدخل الدار وتتناول شيئاً؟ فقال: نعم.فدخلتالدار وطلبت شيئاً أقدِّمه إليه، فكان في البيت شيء من طعام حمل إليَّ من عرس قوم، فقدَّمته إليه، فأخذ لقمة وأدارها في فمه مرات، ثم إنه قام وألقاها في الدهليز، ومرَّ.فلمارأيته بعد ذلك بأيام قلت له في ذلك، فقال: إني كنت جائعاً، وأردت أن أَسرَّك بأكلي وأحفظ قلبك، ولكن بيني وبين الله، سبحانه، علامة: أن لا يسوغني طعاماً فيه شبهة، فلم يمكنّي إبتلاعه، فمن أين كان لك ذلك الطعام؟.فقلت:إنه حُمل إليَّ من دار قريب لي من العرس، ثم قلت: تدخل اليوم؟ فقال: نعم. فقدمت إليه كِسراً يابسة كانت لنا، فأكل وقال: إذا قدمتَّ إلي فقير شيئاً فقدِّم إليه مثل هذا.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
|
|
| |
المدير | التاريخ: الجمعة, 2015-05-22, 22:01:59 | رسالة # 32 |
 عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
حالة: Offline
| داودبن نصير الطائي
أبوسليمان داود بن نصير الطائي وكان كبير الشأَن. أخبرنا الشيخ أبو عبد الرحمن السملي، رحمه الله، قال: أخبرنا أبو عمرو بن مطر قال: حدثنا محمد بن المسيَّب قال: حدثنا ابن خُبيق قال، قال يوسف بن سباط: ورث داود الطائي عشرين ديناراً فأكلها في عشرين سنة.سمعتالأستاذ أبا عليِّ الدقاق، رحمه الله، يقول: كان سبب زهد داود الطائي: أنه كان يمرُّ ببغداد، فمرَّ يوماً، فنحّاه المطرقون بين يدي حميد الطوسي، فالتفت داود فرأي حميداً، فقال داود: أُفِّ لدنيا سبقك بها حميد.ولزمالبيت وأخذ في الجهد والعبادة.وسمعتببغداد بعض الفقراء يقول: إن سبب زهده أنه سمع نائحة تنوح وتقول:بأيِّخديك تبدي البلى ... وأي عينيك إذاً سالاوقيل:كان سبب زهده: أنه كان يجالس أبا حنيفة، رضي الله عنه، فقال له أبو حنيفة يوماً: يا أبا سليمان: أمَّا الأداة فقد أحكمناها فقال له داود: فأي شيء بقي؟ فقال: العمل به.قالداود: فنازعتني نفسي إلى العُزلة، فقلت لنفسي: حتى تجالسهم ولا تتكلم في مسألة.قال:فجالستهم سنة لا أتكلم في مسألة، وكانت المسألة تمرُّ بي، وأنا إلى الكلام فيها أشد نزاعاً من العطشان إلى الماء البارد ولا أتكلَّم به.ثمصار أمره إلى ما صار.وقيل:حجم جنيدُ الحجام داود الطائي، فأعطاه ديناراً، فقيل له: هذا إسراف.فقال:لا عبادة لمن لا مروءة له.وكانيقول بالليل: الهي همُّك عطَّل عليَّ الهموم الدنيوية، وحلل بين وبين الرقاد.سمعتمحمد بن عبد الله الصوفيِّ يقول: حدثنا محمد بن يوسف قال: حدثنا سعيد بن عمرو قال: حدثنا عليٌّ بن حرب الموصلي قال: حدثنا إسماعيل ابن زيا الطائيّ قال: قالت دايةُ داود الطائي له.أماتشتهي الخبز؟ فقال: بين مضغ الخبز وشرب الفتيت قراءةُ خمسين آية. ولماتُوفي داود رآه بعض الصالحين في المنام وهو يعدو فقيل له: مالك؟ فقال: الساعة تخلَّصت من السجن.فاستيقظالرجل من منامه، فارتفع الصياح بقول الناس: مات داود الطائي.وقالله رجل: وسني. فقال له: عسكرُ الموتِ ينتظرونك.ودخلبعضهم عليه، فرأى جرَّة ماء انبسطت عليها الشمس، فقال له: ألا تحوِّلها إلى الظل؟ فقال: حين وضعتها لم يكن شمس، وأنا أستحي أن يراني الله أَمشي لما فيه حظُّ نفسي.ودخلعليه بعضهم، فجعل ينظر إليه، فقال: أما علمت أنهم كانوا يكرهون فضول النظر كما يكرهون فضول الكلام؟ أخبرنا عبد الله بن يوسف الأصفهانيّ قال: أخبرنا أبو اسحق إبراهيم ابن محمد بن يحيى المزكي: قال: حدثنا قاسم بن أحمد، قال: سمعت ميموناً الغزالي قال: قال أبو الربيع الواسطي: قلت لداود الطائي: أوصني.فقال: صُمْ عن الدنيا، واجعل فطرك الموت، وفرَّ منالناس كفرارك من السبع
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
|
|
| |
المدير | التاريخ: الجمعة, 2015-05-22, 22:03:55 | رسالة # 33 |
 عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
حالة: Offline
| شقيقبن إبراهيم البلخي
أبوعلي شقيق بن إبراهيم البلخي من مشايخ خراسان. له لسان في التوكُّل، وكان أستاذ حاتم الأصم.قيل:كان سبب توبته: أنه كان من أبناء الأغنياء، خرج للتجارة إلى أرض الترك، وهو حدث. فدخل بيتاً للأصنام، فرأَى خادماً للأصنام فيه؛ قد حلق رأسه ولحيته، ولبس ثياباً أُرجوانية. فقال شقيق للخادم: إنَّ لك صانعاً حيًّا، عالماً، قادراً، فاعبده.. ولا تعيد هذه الأصنام التي لا تضرُّ ولا تنفع!!.فقال:إن كان كما تقول، فهو قادر على أَن يرزقك ببلدك، فلم تعنَّيت إلى هاهنا للتجارة؟ فانتبه شقيق.. وأخذ في طريق الزهد.وقيل:كان سبب زهده: أنه رأى مملوكاً يلعب ويمرح في زمان قحط، وكان الناس مهتمين به، فقال شقيق: ما هذا النشاط الذي فيك؟ أما ترى ما فيه الناس من الجدب والقحط؟.فقالذلك المملوك: وما عليَّ من ذلك، ولمولاي قريةٌ خالصة يدخل له منها ما يحتاج نحن إليه، فانتبه شقيق، وقال: إن كان لمولاه قرية، ومولاه مخلوق فقير، ثم إنه ليس يهتم لرزقه، فكيف ينبغي أن يهتم المسلم لرزقه ومولاه غني؟! سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمي، رحمه الله ، يقول: سمعت أبا الحسين بن أحمد العطار البلخي يقول: سمعت أحمد بن محمد البخاري يقول: قال حاتم الأصم: كان شقيق بن إبراهيم موسراً، وكان يفتي ويعاشر الفتيان، وكان عليُّ بن عيسى بن ماهان أميرَ بلخ، وكان يحب كلاب الصيد، ففقد كلباً من كلابه، فسعى برجل أنه عنده، وكان الرجل في جوار شقيق، فطلب الرجل، فهرب... فدخل دار شقيق مستجيراً، فمضى شقيق إلى الأمير، وقال: خلوا سبيله، فإن الكلب عنيد أرده إليكم إلى ثلاثة أيام.فخلواسبيله، وانصرف شقيق مهتما لما صنع. فلما كان اليوم الثالث كان رجل من أصدقاء شقيق غائباً من بلخ فرجع إليها، فوجد في الطريق كلباً عليه قلادة، فأخذه، وقال: أهديه إلى شقيق، فإنه يشتغل بالتفَّتى.فحملهإليه، فنظر شقيق فإذا هو كل الأمر، فسرَّ به وحمله إلى الأمير وتخلّص من الضمان فرزقه الله الانتباه، وتاب مما كان فيه. وسلك طريق الزهد.وحكىأنا حاتماً الأصمَّ قال: كنا مع شقيق في مصاف نحارب الترك في يوم لا نري فيه إلا رءوساً تندر، ورماحاً تنقصف، وسيوفاً تنقطع، فقال لي شقيق: كي ترى نفسك يا حاتم في هذا اليوم؟ تراه مثل ما كنت في الليلة التي زفّت إليك امرأتك؟ فقال: لا والله.قال:لكنّي والله أرى نفسي في هذا اليوم مثلَ ما كنتُ تلك الليلة.ثمنام بين الصفَّين ودرقته تحت رأسه حتى سمعت غطيطه.وقالشقيق: إذا أَردت أن تعرف الرجل فانظر لى ما وعده الله ووعده الناس، فبأيهما يكون قلبه أوثق؟ وقال شقيق: تُعرف تقوى الرجل في ثلاثة أشياء: في أخذِه، ومنعِه، وكلامِه.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
|
|
| |
المدير | التاريخ: الجمعة, 2015-05-22, 22:04:25 | رسالة # 34 |
 عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
حالة: Offline
| أبو يزيد البسطامي أبويزيد بن طيفور بن عيسى البسطامي وكان جدُّه مجوسياً أسلم.وكانواثلاثة إخوة: آدم، وطيفور، وعليّ. وكلهم كانوا زهَّاداً عبَّاداً وأبو يزيد كان أجلَّهم حالاً.قيلمات سنة: إحدى وستين ومئتين، وقيل: أربع وثلاثين ومائتين؟ سمعت محمد بن الحسين، رحمه الله، يقول: سمعت أبا الحسين الفارسي، يقول: سمعت الحسن بن عليّ يقول: سئل أبو يزيد: بأي شيء وجدتّ هذه المعرفة؟ فقال: ببطن جائع، وبدن عار. سمعتمحمد بن الحسين، رحمه الله، يقول: سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت عمي البسطامي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبا يزيد يقول: عملت في المجاهدة ثلاثين سنة فما وجدت شيئاً أشدَّ عليَّ من العمل ومتابعته، ولولا اختلاف العلماء لبقيت، واختلاف العلماء رحمة إلا في تجريد التوحيد.وقيل.لم يخرج أبو يزيد من الدنيا حتى استظهر القرآن كلَّه.حدثناأبو حاتم السجستاني قال: أخبرنا أبو نصر السرَّاج، قال: سمعت طيفور البسطامي يقول: سمعت المعروف بعمِّي البسطامي يقول: سمعت أبي يقول: قال لي أبو يزيد: قم بنا حتى ننظر إلى هذا الرجل الذي قد شهر نفسه بالولاية، وكان رجلاً مقصوداً مشهوراً بالزهر، فمضينا إليه؛ فلما خرج من بيته، ودخل المسجد رمى ببصاقه تجاه القبلة، فانصرف أبو يزيد ولم سلم عليه، وقال: هذا غيرُ مأمون على أدب من آداب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فكيف يكون مأموناً على ما يدَّعيه؟ وبهذا الإسناد قال أبو يزيد: لقد هممت أن أسأل الله تعالى أن يكفيني مؤنة الأكل ومؤنة النساء، ثم قلت: كيف يجوز لي أن أسأل هذا ولم يقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه؟ فلم أسأله. ثم إن الله سبحانه وتعالى كفاني مؤنة النساء؛ حتى لا أُبالي استقبلتني امرأة أو حائط.سمعتالشيخ أبا عبد الرحمن السلمي، رحمه الله، يقول: سمعت الحسن ابن علي يقول: سمعت عمي البسطامي يقول: سمعت أبي يقول: سألت أبا يزيد عن ابتدائه وزهده، فقال: ليس للزهد منزلة. فقلت: لماذا؟ فقال: لأني كنت ثلاثة أيام في الزهد.فلماكان اليومُ الرابع خرجت منه: اليوم الأول: زهدت في الدنيا وما فيه، واليوم الثاني: زهدت في الآخرة وما فيها، واليوم الثالث: زهدت فيما سوى الله، فلما كان اليوم الرابع لم يبق سوى الله.. فهمْتُ، فسمعت، هاتفاً يقول: يا أبا يزيد لا تقوى معنا. فقلت. هذا الذي أريده.فسمعتقائلاً يقول: وَجدتَ، وجدت.وقيللأبي يزيد: ما أشد ما لقيتَ في سبيل الله؟ فقال: لا يمكن وصفه.فقيلله: ما أهون ما لقيَت نفسُك منك؟ فقال: أمَّ هذا فنعم، دعوتها إلى شيء من الطاعات فلم تجبني، فمتعتها الماءَ سنة.وقالأبو يزيد: منذ ثلاثين سنة أصلِّي، واعتقادي في نفسي عند كل صلاة أصلها: كأني مجوسي أريد أن أقطع زُنّاري.سمعتمحمد بن الحسين رحمه الله يقول: سمعت عبد الله بن علي يقول: سمعت موسى بن عيسى يقول، قال لي أبي: قال أبو يزيد: لو نظرتم إلى رجل أُعطي من الكرامات حتى يرتقي في الهواء، فلا تغتروا به، حتى تنظروا كيف تجدونه عند الأمر والنهي، وحفظ الحدود، وأداء الشريعة.وحكىعميِّ البسطامي عن أبيه أنه قال: ذهب أبو يزيد ليلة إلى الرباط، ليذكر الله، سبحانه، على سور الرباط، فبقي إلى الصباح لم يذكر، فقلت له في ذلك، فقال: تذكَّرتُ كلمة جرت على لساني في حال صباي، فاحتشمت أن أذْكره سبحانه وتعالى.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
|
|
| |
المدير | التاريخ: الجمعة, 2015-05-22, 22:04:58 | رسالة # 35 |
 عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
حالة: Offline
| أبومحمد التستري
سهلبن عبد الله التستري أحد أئمة القوم، لم يكن له في وقته نظير في المعاملات والورع.وكانصاحب كرامات، لقي ذا النون المصري بمكة سنى خروجه إلى الحج.تُوفي،كما قيل، سنة: ثلاث وثمانين ومائتين، وقيل: ثلاث وسبعين ومائتين.وقالسهل: كنت ابن ثلاث سنين، وكنت أقوم بالليل أنظر إلى صلاة خالي محمد بن سوار، وكان يقولم بالليل، فربما كان يقول لي: يا سهل، إذهب فنمْ فقد شغلتَ قلبي.سمعتمحمد بن الحسين، رحمه الله يقول: سمعت أبا الفتح يوسف ابن عمر الزاهر يقول: سمعت عبد الله بن عبد الحميد يقول: سمعت عبيد الله ابن لؤلؤ يقول: سمعت عمر بن واصل البصري يحكي عن سهل بن عبد الله قال: قال لي خالي يوماً: ألا تذكر الله الذي خلقك؟ فقلت: كيف أذكره؟ فقال لي: قل بقلبك عند تقلُّبك في ثيابك ثلاث مرات. من غير أن تحرِّك به لسانك: الله معي، الله ناظرٌ إليَّ، الله شاهد عليَّ.فقلتذلك ثلاث ليال، ثم أعلمته، فقال لي: قل في كل ليلة سبع مرات. فقلت ذلك ثم أعلمت، فقال: قل في كل ليلة إحدى عشرةَ مرَّة، فقلت ذلك، فوقع في قلبي له حلاوة.فلماكان بعد سنة قال لي خالي: احفظ ما علَّمتك، ودُم عليه إلى أن ندخل القبر، فإِنه ينفعك في الدنيا والآخرة.فلمأزل على ذلك سنين، فوجدت لها حلاوة في سرِّي. ثمقال لي خالي يوماً: يا سهل، من كان الله معه، وهو ناظر إليه، وشاهدُه، أيعصيه؟ إيَّاك والمعصيةً.فكنتأخلو، فبعثوني إلى الكتَّاب، فقلت: إني لأخشى أن يتفرق عليَّ همِّي، ولكن شارطوا المعلِّم: أني أذهب إليه ساعة، فأَتعلّم، ثم أرجع.فمضيتإلىالكتَّاب، وحفظتُ القرآن، وأنا ابن ست سنين أو سبع سنين، وكنت أصوم الدهر، وقوتي خبز الشعير، إلى أن بلغت إثنتي عشرة سنة، فوقعت لي مسألة وأنا ابن
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
|
|
| |