القعقاع | التاريخ: الأحد, 2016-10-23, 07:07:23 | رسالة # 1 |
 عضو فعال
مجموعة: المدراء
رسائل: 13
حالة: Offline
| في إعلام الله تعالى خلقه بصلواته عليه و ولايته له و رفعه العذاب بسببه
قال الله تعالى : وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ، أي ما كنت بمكة ، فلما خرج النبي صلى الله عليه و سلم من مكة ، و بقي من المؤمنين نزل : وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون [ سورة الأنفال / 8 ، الآية 33 ] . و هذا مثل قوله : لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما [ سورة الفتح / 48 ، الآية 25 ] . و قوله تعالى : ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطئوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء : فلما هاجر المؤمنون نزلت : وما لهم أن لا يعذبهم الله [ سورة الأنفال / 8 ، الآية 34 ] . و هذا من أبين ما يظهر مكانته صلى الله عليه و سلم ، و درأ به العذاب عن أهل مكة بسبب كونه ، ثم كون أصحابه بعده [ 17 ] بين أظهرهم ، فلما خلت مكة منهم عذبهم الله بتلسيط المؤمنين عليهم ، و غلبتهم إياهم ، و حكم فيهم سيوفيهم ، و أورثهم أرضهم و ديارهم و أموالهم . و في الآية أيضاً تأويل آخر : حدثنا القاضي الشهيد أبو علي رحمه الله بقراءتي عليه ، قال : حدثنا أبو الفضل بن خيرو ن ، و أبو الحسين الصيرفي ، قالا : حدثنا أبو يعلى ابن زوج الحرة ، حدثنا أبو علي السنجي ، حدثنا محمد بن محبوب المروزي ، حدثنا أبو عيسى الحافظ ، حدثنا سفيان بن وكيع ، حدثنا ابن نمير ، عن إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر ، عن عباد بن يوسف ، عن أبي بردة بن أبي موسى ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أنزل الله علي أمانين لأمتي ، وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون فإذا مضيت تركت فيهم الإستغفار . و نحو منه قوله تعالى : وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين [ سورة الأنبياء / 21 ، الآية 107 ] . و قال عليه السلام : أنا أمان لأصحابي . قيل : من البدع . و قيل : من الإختلاف و الفتن . قال بعضهم : الرسول صلى الله عليه و سلم هو الأمان الأعظم ما عاش ، و ما دامت سنته باقية فهو باق ، فإذا أميتت سنته فانتظر البلاء و الفتن . و قال الله تعالى : إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما [ سورة الأحزاب / 33 ، الآية 56 ] . أبان الله تعالى فضل نبيه صلى الله عليه و سلم بصلواته عليه ، ثم بصلاة ملائكته ، و أ مر عباده بالصلاة و التسليم عليه . [ و قد حكى أبوبكر بن فورك أن بعض العلماء تأول قوله عليه السلام : و جعلت قرة عيني في الصلاة على هذا ، أي في صلاة الله تعالى علي و ملائكته و أمره الأمة بذلك إلى يوم القيامة ] . و الصلاة من الملائكة [ استغفار ] ، و منا له دعاء ، و من الله عز و جل رحمة . و قيل : يصلون : يباركون . و قد فرق النبي صلى الله عليه و سلم ـ حين علم الصلاة عليه بين لفظ الصلاة و البركة . و سنذكر حكم الصلاة عليه . و ذكر بعض المتكلمين في تفسير حروف كهيعص أن الكاف من [ كاف ] ، أي كفاية الله تعالى لنبيه ، قال تعالى : أليس الله بكاف عبده [ سورة الزمر / 39 ، الآية 36 ] . و الهاء هدايته له ، قال : ويهديك صراطا مستقيما [ سورة الفتح / 48 ، الآية 2 ] . و الياء تأييده ، قال : هو الذي أيدك بنصره [ سورة الأنفال / 8 ، الآية 62 ] . و العين عصمته له قال : والله يعصمك من الناس [س المائدة / 5 ، الآية 67 ] . و الصاد : صلواته عليه ، قال : إن الله وملائكته يصلون على النبي [ سورة الأحزاب / 33 ، الآية 56 ] . و قال تعالى : وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير ، مولاه أي وليه . و صالح المؤمنين : قيل : الأنبياء . و قيل : الملائكة . و قيل : أبوبكر ، و عمر . و قيل : علي . و قيل : المؤمنون على ظاهره .
|
|
| |