houari | التاريخ: الإثنين, 2016-10-24, 12:45:32 | رسالة # 1 |
 عضو نشيط
مجموعة: المدراء
رسائل: 49
حالة: Offline
| فيما ورد في قصة الإسراء من مناجاته ربه
و أما ما ورد في هذه القصة من مناجاته لله تعالى و كلامه معه بقوله : فأوحى إلى عبده ما أوحى ـ إلى ما تضمنته الأحاديث ـ فأكثر المفسرين على أن الموحي الله عز و جل إلى جبريل ، و جبريل إلى محمد صلى الله عليه و سلم إلا شذوذاً منهم ، فذكر عن جعفر بن محمد الصادق ، قال : أوحى إليه بلا واسطة ، و نحوه عن الواسطي ، و إلى هذا ذهب بعض المتكلمين ـ أن محمداً كلم ربه في الإسراء . و حكي عن الأشعري ، و حكي عن ابن مسعود و ابن عباس ، و أنكروه آخرون . و ذكر النقاش ، عن ابن عباس ـ في قصة الإسراء ، عنه صلى الله عليه و سلم في قوله : دنا فتدلى ـ قال : فارقني جبريل ، و انقطعت الأصوات عني ، فسمعت كلام ربي و هو : يقول ليهدأ روعك يا محمد ، ادن ، ادن . و في حديث أنس في الإسراء نحو منه . و قد احتجوا في هذا بقوله تعالى : وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء ، فقالوا : هي ثلاثة أقسام : من وراء حجاب كتكليم موسى ، و بإرسال الملائكة كحال جميع الأنبياء و أكثر أحوال نبين ا صلى الله عليه و سلم . الثالث : قوله : وحياً ، و لم يبق من تقسيم الكلام إلا المشافهة مع المشاهدة . و قد قيل : الوحي هنا : هو ما يلقيه في قلب النبي دون واسطة . و قد ذكر أبو بكر البزار ، عن علي في حديث الإسراء ما هو أوضح في سماع النبي صلى الله عليه و سلم لكلام الله من الآية : فذكر فيه : فقال الملك : الله أكبر . الله أكبر ـ فقيل لي من وراء الحجاب : صدق عبدي ، أنا أكبر ، أنا أكبر . و قال في سائر كلمات الآذان مثل ذلك . و يجيء الكلام في مشكل هذين الحديثين في الفصل بعد هذا مع ما يشبهه . و في أول فصل من الباب منه . و كلام الله تعالى لمحمد صلى الله عليه و سلم و من اختصه من أنبيائه ، جائز غير ممتنع عقلاً ، و لا ورد في الشرع قاطع يمنعه ، فإن صح في ذلك خبر احتمل عليه ، و كلامه تعالى لموسى كائن حق مقطوع به ، نص ذلك في الكتاب ، و أكده بالمصدر دلالة على الحقيقة ، ورفع مكانه على ما ورد في الحديث : في السماء السابعة بسبب كلامه . و رفع محمداً فوق هذا كله حتى بلغ مستوى ، و سمع صريف الأقلام ، فكيف يستحيل في حق هذا أو يبعد سماع الكلام ، فسبحان من خص من شاء بما شاء ، و جعل بعضهم فوق بعض د رجات ! .
|
|
| |