houari | التاريخ: الإثنين, 2016-10-24, 12:50:24 | رسالة # 1 |
 عضو نشيط
مجموعة: المدراء
رسائل: 49
حالة: Offline
| فيما ورد في الحديث الإسراء من الدنو والقرب
وأما ما ورد في حديث الإسراء وظاهرة الآية : من الدنو و القرب من قوله : دنا فتدلى * فكان قاب قوسين أو أدنى - و أكثر المفسرين أن الدنو و التدلي منقسم ما بين محمد وجبريل عليه السلام ، أو مختص بأحدهما من الآخر ، أو من السدرة المنتهى. قال الرازي : و قال ابن عباس : هو محمد دنا فتدلى من ربه . وقيل : معنى [ 68 ] دنا قرب ، و تدلى زاد في القرب . و قيل : هما بمعنى واحد ، أي قرب . وحكى مكي ، و الماوردي - عن ابن عباس : هو الرب دنا محمد ، فتدلى إليه ، أي أمره وحكمه . وحكى النقاش عن الحسن ، قال : دنا من عبده محمد صلى الله عليه و سلم ، فتدلى ، فقرب منه ، فأراه ما شاء أن يريه من قدرته وعظمته . قال : وقال ابن عباس : هو مقدم ومؤخر : تدلى الرفرف لمحمد صلى الله عليه و سلم ليلة المعراج ، فجلس عليه ، ثم رفع فدنا من ربه . قال : فارقني جبريل ، وانقطعت عني الأصوات ، وسمعت كلام ربي عز وجل . وعن أنس في الصحيح : عرج بي جبريل إلى سدرة المنتهى ودنا الجبار رب العزة ، فتدلى حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى ، فأوحى إليه بما شاء و أوحى إليه خمسين صلاة . . . وذكر حديث الإسراء . وعن محمد بن كعب : هو محمد دنا من ربه ، فكان كقاب قوسين . قال : و قال جعفر بن محمد : أدناه ربه منه حتى كان منه كقاب قوسين . و قال جعفر بن محمد : والدنو من الله لا حد له ، ومن العباد بالحدود . و قال أيضاً : انقطعت الكيفية عن الدنو ، ألا ترى كيف حجب جبريل عن دنوه ، ودنا محمد صلى الله عليه و سلم إلى ما أودع قلبه من المعرفة والإيمان ، فتدلى بسكون قلبه إلى ما أدناه ، وزال عن قلبه الشك والإرتياب . قال القاضي أبو الفضل - : اعلم أن ماوقع من إضافة الدنو والقرب هنا من الله ، أو إلى الله - فليس بدنو مكان ، ولا قرب مدى ، بل كما ذكرناه - عن جعفر الصادق : ليس بدنو حد ، وإنما دنو النبي صلى الله عليه و سلم من ربه وقربه منه إبانة عظيم منزلته ، وتشريف رتبته ، وإشراق أنوار معرفته ، ومشاهدة أسرار غيبه وقدرته ، ومن الله تعالى له مبرة وتأنيس ، وبسط ، وإكرام ، و يتأول فيه ما يتأول في قوله : ينزل ربنا إلى السماء الدنيا على أحد الوجوه : نزول إفضال وإجمال ، وقبول وإحسان . قال الواسطي : من ت وهم أنه بنفسه دنا جعل ثم مسافة ، بل كلما دنا بنفسه من الحق تدلى بعداً يعني عن درك حقيقته ، إذ لا دنو للحق ولا بعد . وقوله : قاب قوسين أو أدنى فمن جعل الضمير عائداً إلى الله ، لا إلى جبريل على هذا كان عبارة عن نهاية القرب ، ولطف المحل ، وإيضاح المعرفة ، والإشراف على الحقيقة عن محمد صلى الله عليه و سلم ، وعبارةً عن إجابة الرغبة ، وقضاء المطالب ، وإظهار التحفي ، وإنافة المنزل والمرتبة من الله له . ويتأول فيه ما يتأول في قوله : من تقرب مني شبراً تقربت منه ذراعاً ، ومن أتاني يمشي أتيته هرولةً ، قرب بالأجابة والقبول ، وإتيان بالإحسان وتعجيل المأمول
|
|
| |