houari | التاريخ: الإثنين, 2016-10-24, 13:09:55 | رسالة # 1 |
 عضو نشيط
مجموعة: المدراء
رسائل: 49
حالة: Offline
| في تشريف الله تعالى له بما سماه من أسمائه الحسنى و وصفه به من صفاتة العلا
قال القاضي أبو الفضل وفقه الله تعالى : ما أحرى هذا الفصل بفصول الباب الأول ، لانخراطه في سلك مضمونها ، و امتزاجه بعذب معينها ، لكن لم يشرح الله الصدر للهداية إلى استنباطه ، و لا أنار الفكر لا ستخراج جوهره و التقاطه إلا عند الخوض في الفصل الذي قبله ، فرأينا أن نضيفه إليه ، و نجمع به شمله . فاعلم أن الله تعالىخص كثيراً من الأنبياء بكرامة خلعها عليهم من أسمائه ، كتسمية إسحاق ، و إسماعيل بعليم ، و حليم ، و إبراهيم بحليم ، و نوح بشكور ، و عيسى و يحيى ببر موسى بكريم ، و قوى ، و يوسف بحفيظ عليم ، وأيوب بصابر ، و إسماعيل بصادق الوعد ، كما [ 81 ] الكتاب العزيز من مواضع ذكرهم . و فضل محمداً صلى الله عليه و سلم : بأن حلاه منها في كتابه العزيز ، و على ألسنة أنبيائه بعدة كثيرة اجتمع لنا منها جملة بعد إعمال الفكر ، وإحضار الذكر ، إذ لم نجد من جمع منها فوق اسمين ، و لا من تفرغ فيها لتأليف فصلين . و حررنا منها في هذا الفصل نحو ثلاثين اسماً ، و لعل الله تعالى ـ كما ألهم إلى ما علم منها و حققه ـ يتم النعمة بإبانة ما لم يظهره لنا الآن ، ويفتح غلقه . فمن أسمائه تعالى : الحميد ، و معناه المحمود ، لأنه حمد نفسه ، و حمده عباده ، و يكون أيضاً بمعنى الحامد لنفسه و لأعمال الطاعات . و سمى الله تعالى النبي صلى الله عليه و سلم محمداً ، و أحمد ، فمحمد بمعنى محمود ، و كذا وقع اسمه في زبور داود . و أحمد بمعنى أكبر من حمد ، و أجل من حمد ، و أشار إلى نحو هذا حسان بقوله : و شق له من اسمه ليجله فذو العرش محمود و هذا محمد و من أسمائه : الرؤوف الرحيم ، و هما بمعنى متقارب . و قد سماه في كتابه بذلك ، فقال : بالمؤمنين رؤوف رحيم . و من أسمائه تعالى الحق المبين . و معنى الحق : الموجود ، و المتحقق أمره ، و كذلك المبين ، أي البين أمره و إلهيته . بان ، و أبان بمعنى واحد . و يكون بمعنى المبين لعباده أمر دينهم و معادهم . و سمى النبي ـ صلى الله عليه و سلم بذلك في كتابه ، فقال : حتى جاءهم الحق ورسول مبين [ سورة الزخرف / 43 ، الآية : 29 ] . و قال تعالى : وقل إني أنا النذير المبين [ سورة الحجر / 15 ، الآية : 89 ] . و قال تعالى : قد جاءكم الحق من ربكم [ سورة يونس / 10 ، الآي ة : 108 ] . و قال : فقد كذبوا بالحق لما جاءهم ، قيل : محمد . و قيل القرآن . و معناه هنا ضد الباطل ، و المتحقق صدقه و أمره ـ و هو بمعنى الأول . و المبين : البين أمره و رسالته ، أو المبين عن الله ما بعثه به ، كما قال تعالى : لتبين للناس ما نزل إليهم [ سورة النحل / 16 ، الآية : 44 ] . و من أسمائه تعالى : النور، و معناه ذو النور ، أي خالقه ، أو منور السموات و الأرض بالأنوار ، ومنور قلوب المؤمنين بالهداية . وسماه نور اً ، فقال : قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ، قيل محمد . و قيل القرآن . و قال فيه : وسراجا منيرا ، سمي بذلك لوضوح أمره ، و بيان نبوته ، و تنوير قلوب المؤمنينو العارفين بما جاء به . و من أسمائه تعالى : الشهيد ، و معناه العالم . و قيل : الشاهد على عباده يوم القيامة . وسماه شهيداً وشاهداً ، فقال : إنا أرسلناك شاهدا . و قال تعالى : ويكون الرسول عليكم شهيدا ، و هو بمعنى الأول . و من أسمائه تعالى : الكريم ، و معناه الكثير الخير . و قيل : المفضل . و قيل العفو و قيل : العلي . و في الحديث المروي في أسمائه تعالى : الأكرم . وسماه تعالى كريماً بق وله : إنه لقول رسول كريم ، قيل : محمد . و قيل : جبريل . و قال صلى الله عليه و سلم : أنا أكرم ولد آدم . و معاني الاسم صحيحة في حقه صلى الله عليه و سلم . و من أسمائه تعالى : العظيم ، و معناه الجليل الشأن ، الذي كل شيء دونه . و قال في النبي صلى الله عليه و سلم : وإنك لعلى خلق عظيم [ سورة القلم / 68 ، الآية : 4 ] . و وقع في أول سفر من التوراة ـ عن إسماعيل : وستلد عظيماً لأمة [ 82 ] عظيمة ، فهو عظيم و على خلق عظيم . و من أسمائه تعالى : الجبار ، و معناه المصلح ، و قيل القاهر . و قيل العلي العظيم الشأن . و قيل المتكبر . وسمي النبي صلى الله عليه و سلم في كتاب داود بجبار ، فقال : تقلد أيها الجبار سيفك ، فإن ناموسك و شرائعك مقرونة بهيبة يمينك . و معناه في حق النبي صلى الله عليه و سلم : إما لإصلاحه الأمة بالهداية و التعليم ، أو لقهره أعداءه ، أو لعلو منزلته على البشر ، و عظيم خطره . و نفى عنه تعالى ـ في القرآن ـ جبرية التكبر التي لا تليق به ، فقال : وما أنت عليهم بجبار [ سورة ق /50 ، الآية : 45 ] . و من أسمائه تعالى : الخبير ، و معناه المطلع بكنه الشيء ، العالم بحقيقته . و قيل معناه المخبر . و قال الله تعالى : الرحمن فاسأل به خبيرا [ سورة الفرقان / 25 ، الآية : 59 ] . و قال القاضي بكر بن العلاء : المأمور بالسؤال غير النبي صلى الله عليه و سلم . و المسؤول الخبير هو النبي صلى الله عليه و سلم . و قال غيره : بل السائل النبي صلى الله عليه و سلم . و المسؤول هو الله تعالى ، فالنبي خبير بالوجهين المذكورين ، قيل : لأنه عالم على غاية من العلم بما أعلمه الله من مكنون علمه ، و عظيم معرفته ، مخبر لأمته بما أذن له في إعلامهم به . و من أسمائه تعالى : الفتاح ، و معناه الحاكم بين عباده ، أو فاتح أبواب الرزق و الرحمة ، و المنغلق من أمورهم عليهم ، أو يفتح قلوبهم و بصائرهم لمعرفة الحق ، و يكون أيضاً بمعنى الناصر ، كقوله تعالى : إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح ، أي إن تستنصروا فقد جاءكم النصر ، و قيل : معناه مبتدئ الفتح و النصر . و سمى الله تعالى محمداً صلى الله عليه و سلم بالفاتح في حديث الإسراء الطويل من رواية الربيع ابن أنس ، عن أبي العالية و غيره ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، و فيه : من قول الله تعالى : [ وجعلتك فاتحاً وخاتماً ] . و فيه من قول النبي صلى الله عليه و سلم في ثنائه على ربه ، و تعديد مراتبه : [ و رفع لي ذكري ، و جعلني فاتحاً و خاتماً ] ، فيكون الفاتح هنا بمعنى الحاكم ، أو الفاتح لأبواب الرحمة على أمته ، أو الفاتح لبصائرهم لمعرفة الحق و الإيمان بالله ، أو الناصر للحق ، أو المبتديء بهداية الأمة ، أو المبدأ المقدم في الأنبياء و الخاتم لهم ، كما قال صلى الله عليه و سلم : كنت أول الأنبياء في الخلق ، و آخرهم في البعث . و من أسمائه تعالى في الحديث : الشكور ، و معناه المثيب على العمل القليل . و قيل المثني على المطيعين ، و وصف بذلك نبيه نوحاً عليه السلام فقال : إنه كان عبدا شكورا [ سورة الإسراء / 17 ، الآية : 3 ] . و قد وصف النبي صلى الله عليه و سلم نفسه بذلك ، فقال : أفلا أكون عبداً شكوراً أي معترفاً بنعيم ربي ، عارفاً بقدر ذلك ، مثنياً عليه ، مجهداً نفسي في الزيادة من ذلك ، لقوله تعالى : لئن شكرتم لأزيدنكم [ سورة إبراهيم / 14 ، الآية : 7 ] . و من أسمائه تعالى : العليم ، و العلام . و عالم الغيب و الشهادة . و وصفه نبيه صلى الله عليه و سلم بالعلم ، و خصه بمزية منه ، فقال تعالى : وع لمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما [ سورة النساء 4 ، الآية : 113 ] . و قال : ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون . و من أسمائه تعالى : الأول ، و الآخر ، و معناهما السابق [ 83 ] للأشياء قبل و جودها ، و الباقي بعد فنائها . و تحقيقه أنه ليس له أول و لا آخر . و قال صلى الله عليه و سلم : كنت أول الأنبياء في الخلق ، و آخرهم في البعث . و فسر بهذا قوله تعالى : وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح ، فقدم محمداً صلى الله عليه و سلم . و قد أشار إلى نحو منه عمر بن الخطاب رضي الله عنه . و منه قوله : ىنحن الآخرون السابقون . و قوله : أنا أول من تنشق عنه الأرض ، و أول من يدخل الجنة ، و أول شافع ، و أول مشفع و هو خاتم النبيين ، و آخر الرسل صلى الله عليه و سلم . و من أسمائه تعالى : القوي . و ذو القوة المتين ، و معناه : القادر . و قد وصفه الله تعالى بذلك ، فقال : ذي قوة عند ذي العرش مكين ، قيل محمد . و قيل جبريل . و من أسمائه تعالى : الصادق ، في الحديث المأثور . و ورد في الحديث أيضاً اسمه صلى الله عليه و سلم بالصادق و المصد وق . و من أسمائه تعالى : الولي ، و المولى ، و معناهما الناصر ، و قد قال الله تعالى : إنما وليكم الله ورسوله [ سورة المائدة / 5 ، الآية : 55 ] . و قال صلى الله عليه و سلم : أنا ولي كل مؤمن . و قال الله تعالى : النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم [ سورة الأحزاب / 33 ، الآية : 6 ] . و قال صلى الله عليه و سلم : من كنت مولاه فعلي مولاه . و من أسمائه تعالى : العفو ، و معناه الصفوح . و قد وصف الله تعالى بهذا نبيه في القرآن ، و التوراة ، و أمره بالعفو ، فقال تعالى : خذ العفو [ سورة الأعراف / 7 ، الآية : 199 ] . و قال : فاعف عنهم واصفح [ سورة المائدة / 5 ، الآية : 12 ] . و قال له جبريل ـ و قد سأله عن قوله : خذ العفو ، قال : أن تعفو عمن ظلمك . و قال في التوراة و الإنجيل في الحديث المشهور ، في صفته : ليس بفظ و لا غليظ ، و لكن يعفو و يصفح . و من أسمائه تعالى : الهادي ، و هو بمعنى توفيق الله لمن أراد من عباده ، و بمعنى الدلالة و الدعاء . قال الله تعالى : والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم . و أصل الجميع من الميل . و قيل : من ال تقديم . و قيل في تفسير طه إنه يا طاهر ، يا هادي ، يعني النبي صلى الله عليه و سلم . و قال الله تعالى له : وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم [ سورة الشورى / 42 ، الآية : 52 ] . و قال فيه : وداعيا إلى الله بإذنه [ سورة الأحزاب / 33 ، الآية : 46 ] . فالله تعالى مختص بالمعنى الأول ، قال تعالى : إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء [ سورة القصص / 28 ، الآية : 56 ] . و بمعنى الدلالة ينطلق على غيه تعالى . و من أسمائه تعالى : المؤمن المهيمن ، قيل : هما بمعنى واحد ، فمعنى المؤمن في حقه تعالى : المصدق وعده عباده ، و المصدق قوله الحق ، و المصدق لعباده المؤمنين ورسله . و قيل : الموحد نفسه . و قيل : المؤمن عباده في الدنيامن ظلمه ، و المؤمنين في الآخرة من عذابه . و قيل : المهيمن بمعنى الأمين ، مصغر منه ، فقلبت الهمزة هاء . و قد قيل : إن قولهم في الدعاء : آمين ـ إنه اسم من أسماء الله تعالى ، و معناه معنى المؤمن . و قيل : المهيمن بمعنى الشاهد و الحافظ . و النبي صلى الله عليه و سلم أمين ، و مهيمن ، و مؤمن ، و قد سماه الله تعالى أميناً ، فقال : مطاع ثم أمين [ سورة الت كوير/ 81 ، الآية : 21 ] . و كان ـ صلى الله عليه و سلم ـ يعرف بالأمين ، و شهر به قبل النبوة و بعدها ، و سماه العباس ، في شعره مهيمناً في قوله [ 84 ] : ثم احتوى بيتك المهيمن من خندف علياء تحتها النطق قيل : المراد : يأيها المهيمن ، قاله القتيبي ، و الإمام أبو القاسم القشيري . و قال تعالى : يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ، أي يصدق . و قال صلى الله عليه و سلم : أنا أمنة لأصحابي ، فهذا بمعنى المؤمن . و من أسمائه تعالى : القدوس ، و معناه المنزه عن النقائص المطهر من سمات الحدث ، و سمي بيت المقدس ، لأنه يتطهر فيه من الذنوب ، و منه ، الوادي المقدس ، وروح القدس . و وقع في كتب الأنبياء في أسمائه صلى الله عليه و سلم : المقدس ، أي المطهر من الذنوب ، كما قال تعالى : ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر [ سورة الفتح / 48 ، الآية : 1 ] . أو الذي يتطهر به من الذنوب ، و يتنزه باتباعه عنه ، كما قال : ويزكيهم . و قال تعالى : ويخرجهم من الظلمات إلى النور [ سورة المائدة / 5 ، الآية : 16 ] . أو يكون مقدساً بمعنى مطهراً ، من الأخلاق الذميمة و الأوصاف ا لدنية . و من أسمائه تعالى : العزيز ، و معناه : الممتنع الغالب ، أو الذي لا نظير له ، أو المعز لغيره ، و قال تعالى : ولله العزة ولرسوله ، أي الامتناع و جلالة القدر . و قد وصف الله تعالى نفسه بالبشارة و النذارة ، فقال : يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان [ سورة التوبة / 9 ، الآية : 21 ] . و قال : أن الله يبشرك بيحيى : و بكلمة منه [ سورة آل عمران / 3 ، الآية : 45 ] . و سماه الله تعالى مبشراً، و نذيراً : أي مبشراً لأهل طاعته ، و نذيراً لأهل معصيته . و من أسمائه تعالى فيما ذكره بعض المفسرين : طه ، و يس . و قد ذكر بعضهم أيضاً أنهما من أسماء محمد صلى الله عليه و سلم و شرف و كرم .
|
|
| |