نبع الماء من بين أصابعه و تكثيره بركة
|
|
houari | التاريخ: الثلاثاء, 2016-10-25, 08:14:19 | رسالة # 1 |
 عضو نشيط
مجموعة: المدراء
رسائل: 49
حالة: Offline
| في نبع الماء من بين أصابعه و تكثيره بركة [ قال المؤلف رحمه الله ] : أما الأحاديث في هذا فكثيرة جداً . روى حديث نبع الماء من أصابعه صلى الله عليه و سلم جماعة من الصحابة ، منهم أنس ، و جابر ، و ابن مسعود : حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن جعفر الفقيه بقراءتي عليه ، حدثنا القاضي عيسى بن سهل ، حدثنا أبو القاسم حاتم بن محمد ، حدثنا أبو عمر بن الفخار ، حدثنا أبو عيسى ، حدثنا يحيى ، حدثنا مالك ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و حانت صلاة العصر ، فالتمس الناس الوضوء فلم يجدوه ، فأتى رسول الله صلى الله عليه و سلم بوضوء ، فوضع رسول الله صلى الله عليه و سلم في ذلك الإناء يده ، و أمر الناس أن يتوضئوا منه . قال : فرأيت الماء ينبع من بين أصابعه ، فتوضأ حتى توضئوا من عند آخرهم . و رواه أيضاً ـ عن أنس ـ قتادة ، و قال : بإناء فيه ماء يغمر أصابعه أو لا يكاد يغمر . قال : كم كنتم ؟ قال : كنا زهاء ثلاثمائة . و في رواية عنه : و هم بالزوراء عند السوق . و رواه أيضاً حميد ، و ثابت و الحسن ، عن أنس . و في رواية حميد : قلت : كم كانوا ؟ قال : ثمانين . و نحوه عن ثابت عنه . و عنه أيضاً : و هم نحو من سبعين رجلاً . و أما ابن مسعود ففي الصحيح من رواية علقمة : بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و ليس معنا ماء ، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم : اطلبوا من معه فضل ماء ، فأتى بماء فصبه في إناء ، ثم وضع كفه فيه ، فجعل الماء [ 101 ] ينبع من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه و سلم . و في الصحيح عن سالم بن أبي الجعد ، عن جابر رضي الله عنه : عطش الناس يوم الحديبية و رسول الله صلى الله عليه و سلم بين يديه ركوة ، فتوضأ منها ، و أقبل الناس نحوه ، و قالوا : ليس عندنا ماء إلا ما في ركوتك ، فوضع النبي صلى الله عليه و سلم يده في الركوة ، فجعل الماء يفور من بين أصابعه كأمثال العيون . و فيه : فقلت : كم كنتم ؟ قالوا : لو كنا مائة ألف لكفانا ، كنا خمس عشرة مائة . و روي مثله عن أنس ، عن جابر ، و فيه أنه كان بالحديبية . و في رواية الوليد بن عبادة الصامت عنه ، في حديث مسلم الطويل في ذكر غزوة بواط قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : يا جابر ، ناد ، الوضوء . . . و ذكر الحدي ث بطوله ، و أنه لم يجد إلا قطرة في عزلاء شجب ، فأتي به النبي صلى الله عليه و سلم ، فغمزه و تكلم بشيء لا أدري ما هو ، و قال : ناد بجفنة الركب ، فأتيت بها ، فوضعتها بين يديه ، و ذكر أن النبي صلى الله عليه و سلم بسط يده في الجفنة ، و فرق أصابعه ، و صب جابر عليه ، و قال : بسم الله [ كما أمره صلى الله عليه و سلم ] ، قال : فرأيت الماء يفور من بين أصابعه ، ثم فارت الجفنة و استدارت حتى امتلأت ، و أمر الناس بالإستقاء ، فاستقوا حتى رووا . فقلت : هل بقي أحد له حاجة ؟ فرفع رسول الله صلى الله عليه و سلم يده من الجفنة و هي ملائ . و عن الشعبي : أتي النبي صلى الله عليه و سلم في بعض أسفاره بإداوة ماء ، و قيل : ما معنا يا رسول الله ماء غيرها ، فسكبها في ركوة ، و وضع إصبعه و سطها ، و غمسها في الماء ، و جعل الناس يجيئون و يتوضئون ثم يقومون . قال الترمذي و في الباب ، عن عمران بن حصين . و مثل هذا في هذه المواطن الحفلة و الجموع الكثيرة لا تتطرق التهمة إلى المحدث به ، لأنهم كانوا أسرع شيء إلى تكذيبه ، لما جبلت عليه النفوس من ذلك ، و لأنهم كانوا ممن لا يسكت على باطل ، فهؤلاء قد رووا هذا ، و أشاعوه ، و نسبوا حضور الجماء الغفير له ، و لم ينكر أحد من الناس عليهم ما حدثوا به عنهم أنهم فعلوا و شاهدوه ، فصار متصديق جميعهم له
|
|
| |
houari | التاريخ: الثلاثاء, 2016-10-25, 08:17:29 | رسالة # 2 |
 عضو نشيط
مجموعة: المدراء
رسائل: 49
حالة: Offline
| و مما يشبه هذا من معجزاته و مما يشبه هذا من معجزاته تفجير الماء ببركته ، و انبعاثه بمسه و دعوته فيما روى مالك في الموطأ عن معاذ بن جبل في قصة غزوة تبوك ، و أنهم وردوا العين و هي تبض بشيء من ماء مثل الشراك ، فغرفوا من العين بأيديهم حتى اجتمع في شيء ، ثم غسل رسول الله صلى الله عليه و سلم فيه و جهه و يديه ، و أعادة فيها ، فجرت بماء كثير ، فاستقى الناس . قال ـ في حديث ابن إسحاق : فانخرق من الماء ما له حس كحس الصواعق . ثم قال : يوشك يا معاذ ، إن طالت بك حياة أن ترى ها هنا قد مليء جناناً . و في حديث البراء ، و مسلمة بن الأكوع ـ و حديثه أتم ـ في قصة الحديبية ، و هم أربع عشرة مائة ، و بئرها لا تروي خمسين شاة ، فنزحناها فلم نترك فيها قطرة ، فقعد رسول الله صلى الله عليه و سلم على جباها . قال البراء ، و أتي بدلو منها ، فبصق [ 102 ] فدعا . و قال سلمة : فإما دعا ، و إما بصق فيها ، فجاشت ، فأرووا أنفسهم و ركابهم . و في غير هذه الروايتين ـ في هذه القصة ـ من طريق ابن شهاب [ في الحديبية ] : فأخرج سهماً من كنانته ، فو ضع في قعر قليب ليس فيه ماء ؟ فروي الناس حت ى ضربوا بعطن . و عن أبي قتادة ـ و ذكر أن الناس شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم العطش في بعض أسفاره ، فدعا بالميضأة ، فجعلها في ضبنه ، ثم التقم فمها ، فالله أعلم ـ نفث فيها أم لا ، فشرب الناس حتى رووا و ملئوا كل إناء معهم ، فخيل إلي أنها كما أخذها مني ، و كانوا اثنين و سبعين رجلاً . و روى مثله عمران بن حصين . و ذكر الطبري حديث أبي قتادة على غير ما ذكره أهل الصحيح ـ و أن النبي صلى الله عليه و سلم خرج بهم ممداً لأهل مؤتة عندما بلغه قتل الأمراء : و ذكر حديثاً طويلاً فيه معجزات و آيات للنبي صلى الله عليه و سلم ، و فيه إعلامهم أنهم يفقدون الماء في غد . و ذكر حديث الميضأة ، قال : و القوم زهاء ثلاثمائة . و في كتاب مسلم أنه قال لأبي قتادة : احفظ علي ميضأتك ، فإنه سيكون لها نبأ .. و ذكر نحوه . و من ذلك حديث عمران بن حصين حين أصاب النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه عطش في بعض أسفارهم ، فوجه رجلين من أصحابه ، و أعلمهما أنهما يجدان امرأةً بمكان كذا معها بعير عليه مزادتان . . . الحديث ، فوجداها و أتيا بها إلى النبي صلى الله عليه و سلم ، فج عل في إناء من مزادتيها ، و قال فيه ما شاء الله أن يقول ، ثم أعاد الماء في المزادتين ، ثم فتحت عزاليهما ، و أمر الناس فملئوا أسقيتهم حتى لم يدعوا شيئاً إلا ملئوه . قال عمران : و تخيل إلي أنهم لم تزدادا إلا امتلاءً ، ثم أمر فجمع للمرأة من الأزواد حتى ملأ ثوبها . و قال : اذهبي ، فإنا لم نأخذ من مائك شيئاً ، و لكن الله سقانا . . . الحديث بطوله . و عن سلمة بن الأكوع : قال نبي الله صلى الله عليه و سلم : هل من وضوء ؟ فجاء رجل بإداوة فيها نطفة فأفرغها في قدح ، فتوضأنا كلنا ندغفقه دغفقة أربع عشرة مائة . . . [ الحديث بطوله ] . و في حديث عمر ـ في جيش العسرة : و ذكر ما أصابهم من العطش ، حتى إن الرجل لينحر بعيره ، فيعصر فرثه فيشربه ، فرغب أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه و سلم في الدعاء ، فرفع يديه فلم يرجعهما حتى قالت السماء فانسكبت ، فملئوا ما معهم من آنية ، و لم تجاوز العسكر . و عن عمر بن شعيب ـ أن أبا طالب قال للنبي صلى الله عليه و سلم ، و هو رديفه بذي المجاز : عطشت و ليس عندي ماء ، فنزل النبي صلى الله عليه و سلم ، و ضرب بقدمه الأرض ، فخرج الماء ، فقال : اشرب . و الحديث في هذا الباب كثير ، و منه الإجابة بدعاء الاستسقاء و ما جانسه .
|
|
| |