houari | التاريخ: الثلاثاء, 2016-10-25, 08:20:18 | رسالة # 1 |
 عضو نشيط
مجموعة: المدراء
رسائل: 49
حالة: Offline
| في كلام الشجرة و شهادتها له بالنبوة و إجابتها دعوته حدثنا أحمد بن محمد بن غلون الشيخ الصالح فيما أجاز فيه عن أبي عمر الطلمنكي ، عن أبي بكر بن المهندس ، عن أبي القاسم البغوي ، حدثنا أحمد بن عمران الأخنسي ، حدثنا أبو حيان التيمي ـ و كان صدوقاً ـ عن مجاهد ، عن ابن عمر ، قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في سفره ، فدنا منه أعرابي ، فقال ، يا أعرابي ، أين تريد ؟ قال : إلى أهلي . قال : هل لك إلى خير ؟ قال : و ما هو ؟ قال : تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أن محمداً عبده و رسوله قال : من يشهد لك على ما تقول ؟ قال : هذه الشجرة السمرة ، و هي بشاطئ الوادي ، و ادعها فإنها تجيبك . فأقبلت تخد الأرض حتى قامت بين يديه ، فاستشهدها ثلاثاً ، فشهدت أنه كما قال ، ثم رجعت إلى مكانها . و عن بريدة : سأل أعرابي النبي صلى الله عليه و سلم آية ، فقال له : قل لتلك الشجرة رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعوك . قال : فمالت الشجرة عن يمينها و شمالها و بين يديها و خلفها ، فتقطعت عروقها ، ثم جاءت [ 106 ] تخد الأرض تجر مغبرةً حتى وقفت بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فقالت : السلام عليك يا رسول الله . قال الأعرابي : مرها فلترجع إلى منبتها ، فرجعت ، فدلت عروقها فاستوت . فقال الأعرابي : ائذن لي أسجد لك . قال : لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها . قال : فأذن لي أن أقبل يديك و رجليك ، فأذن له . و في الصحيح أ في حديث جابر بن عبد الله الطويل : ذهب رسول الله صلى الله عليه و سلم يقضي حاجته ، فلم ير شيئاً يستتر به ، فإذا بشجرتين في شاطىء الوادي ، فانطلق رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى إحداهما ، فأخذ بغصن من أغصانها ، فقال : انقادي علي بإذن الله فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يصانع قائده . و ذكر أنه فعل بالأخرى مثل ذلك ، حتى إذا كان بالمصنف بينهما قال : التئما علي بإذن الله فالتأمتا . رواية أخرى : فقال : يا جابر ، قل لهذه الشجرة : يقول لك رسول الله صلى الله عليه و سلم : الحقي بصاحبتك حتى أجلس خلفكما ففعلت ، فرجعت حتى لحقت بصاحبتها فجلس خلفهما ، فخرجت أحضر ، و جلست أحدث نفسي ، فالتفت فإذا برسول الله صلى الله عليه و سلم مقبلاً و الشجرتان قد افترقتا ، فقامت كل واحدة منهما على ساق ، فوق ف رسول الله صلى الله عليه و سلم و قفةً ، فقال برأسه هكذا يميناً و شمالاً . و روى أسامة بن زيد نحوه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في بعض مغازيه : هل تعني مكاناً لحاجة رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقلت : إن الوادي ما فيه موضع بالناس . فقال : هل ترى من نخل أو حجارة ؟ قلت : أرى نخلات متقاربات . قال : انطلق و قل : لهن : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمركن أن تأتين لمخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و قل للحجارة مثل ذلك . فقلت ذلك لهن ، فو الذي بعثه بالحق ، لقد رايت النخلات يتقاربن حتى اجتمعن ، و الحجارة يتعاقدن حتى صرن زكاماً خلقهن . فلما قضى حاجته قال لي : قل لهن يفترقن ، فو الذي نفسي بيده لرأيتهن و الحجارة يفترقن حتى عدن إلى مواضعهن . و قال يعلى بن سيابة : كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم في مسير . . . و ذكر نحواً من هذين الحديثين ، و ذكر : فأمر و ديتين فانضمتا . و في رواية : أشاءتين . و عن غيلان بن سلمة الثقفي مثله : في شجرتين . و عن ابن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه و سلم مثله في غزاة حنين . و عن يعلى بن مرة ـ و هو ابن سي ابة ـ أيضاً ، و ذكر أشياء رآها من رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فذكر أن طلحة أو سمرةً جاءت فأطافت به ، ثم رجعت إلى منبتها ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إنها استأذنت أن تسلم علي . و في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : آذنت النبي صلى الله عليه و سلم بالجن ليلة [ 107 ] استمعوا له ـ شجرة . و عن مجاهد ، عن ابن مسعود في هذا الحديث : إن الجن قالوا : من يشهد لك ؟ قال : هذه الشجرة . تعالى يا شجرة ، فجاءت تجر عروقها لها قعاقع . . . و ذكر مثل الحديث الأول أو نحوه . قال القاضي أبو الفضل : فهذا ابن عمر ، و بريدة ، و جابر ، و ابن مسعود ، و يعلى بن مرة ، و أسامة بن زيد ، و أنس بن مالك ، و علي بن أبي طالب ، و ابن عباس ، و غيرهم ـ و قد اتفقوا على هذه القصة نفسها أو معناها . و قد رواها عنهم من التابعين أضعافهم ، فصارت في انتشارها من القوة حيث هي . و ذكر ابن فورك أنه صلى الله عليه و سلم سار في غزوة الطائف ليلاً ، و هو وسن ، فاعترضته سدرة ، فانفرجت له نصفين حتى جاز بينهما ، و بقيت على ساقين إلى وقتنا هذا ، و هي هناك معروفة معظمة . و من ذلك حديث أنس رضي الله عنه ـ أن جبريل عليه السلام قال للنبي صلى الله عليه و سلم ـ ورآه حزيناً : أتحب أن أريك آية ؟ قال : نعم فنظر رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى شجرة من وراء الوادي ، فقال : ادع تلك الشجرة ، فجاءت تمشي حتى قامت بين يديه . قال : مرها فلترجع ، فعادت إلى مكانها . و عن علي نحو هذا ، و لم يذكر فيها جبريل ، قال : اللهم أرني آية لا أبالي من كذبني بعدها فدعا شجرة ... و ذكر مثله . و حزنه صلى الله عليه و سلم لتكذيب قومه و طلبه الآية لهم لا له . و ذكر ابن إسحاق أن النبي صلى الله عليه و سلم أرى ركانة مثل هذه الآية في شجرة دعاها فأتت حتى وقفت بين يديه ، ثم قال : ارجعي ، فرجعت . و عن الحسن أنه صلى الله عليه و سلم شكا إلى ربه من قومه و أنهم يخوفونه ، و سأله آية يعلم بها ألا مخافة عليه ، فأوحى إليه ائت وادي كذا فيه شجرة ، فادع غصنا منها يأتك . ففعل ، فجاء يخط الأرض خطا حتى انتصب بين يديه ، فحبسه ما شاء الله ، ثم قال له : [ ارجع كما جئت ] فرجع ، فقال : [ يا رب ، علمت أن لا مخافة علي ] . و نحو منه عن عمر ، و قال فيه : أرني آية لا أبالي من كذبني بعدها ... و ذكر نحوه . و عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه و سلم قال لأعرابي : [ أرأيت إن دعوت هذا العذق من هذه النخلة أتشهد أني رسول الله ؟ ] قال : نعم ، فدعاه فجعل ينقر حتى أتاه . فقال : ارجع فعاد إلى مكانه و خرجه الترمذي ، و قال : هذا حديث صحيح .
|
|
| |