houari | التاريخ: الثلاثاء, 2016-10-25, 08:24:01 | رسالة # 1 |
 عضو نشيط
مجموعة: المدراء
رسائل: 49
حالة: Offline
| في إحياء الموتى و كلامهم ، و كلام الصبيان و المراضع و شهادتهم لهم بالنبوة صلى الله عليه و سلم حدثنا أبو الوليد هشام بن أحمد الفقيه بقراءتي عليه ، القاضي أبو الوليد محمد بن رشد ، و القاضي أبو عبد الله محمد بن عيسى التميمي ، و غيره واحد سماعاً و إذاناً ، قالوا : حدثنا أبو علي الحافظ قال : حدثنا أبو عمر الحافظ ، حدثنا أبو زيد عبد الرحمن بن يحي ، حدثنا أحمد بن سعيد ، حدثنا ابن الأعرابي ... حدثنا أبو داود ، حدثنا و هب بن بقية ، عن خالد ـ هو الطحان ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ـ أن يهودية أهدت للنبي صلى الله عليه و سلم بخيبر شاة مصلية سمتها ، فأكل رسول الله صلى الله عليه و سلم منها ، و أكل القوم ، فقال : ارفعوا أيديكم ، فإنما أخبرتني أنها مسمومة . فمات بشر بن البراء . و قال لليهودية : ما حملك على ما صنعت ؟ قالت : إن كنت نبياً لم يضرك الذي صنعت ، و إن كنت ملكاً أرحت الناس منك . قال : فأمربها فقتلت . و قد روى هذا الحديث أنس ، و فيه : قالت : أردت قتلك . فقال : ماكان الله ليسلطك على ذلك . فقالوا : نقتلها ؟ قال : لا و كذالك رو ى عن أبي هريرة ـ من غير وهب ، قال : فما عرض لها . و رواه أيضاً جابر بن عبد الله ، و فيه : أخبرني هذه الذراع قال : و لم يعاقبها . و في رواية الحسن : أن فخذها تكلمني أنها مسمومة . و في رواية أبي سلمة بن عبدالرحمن قالت : إني مسمومة . و كذلك ذكر الخبر ابن إسحاق ، و قال فيه : فتجاوزعنها . و في الحديث الآخر ، عن أنس ، قال : فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه و سلم . و في حديث أبي هريرة ـ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ـ في و جعه الذي مات فيه : ما زالت أكلة خيبر تعادني ، فالآن أوان قطعت أبهري . و حكى ابن إسحاق : إن كان المسلمون ليرون أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مات شهيداً مع ما أكرمه الله به من النبوة . و قال ابن سحنون : أجمع أهل الحديث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قتل اليهودية التي سمته . و قد ذكرنا اختلاف الروايات في ذلك عن أبي هريرة ، و أنس ، و جابر . و في رواية ابن عباس رضي الله عنهما ـ أنه دفعها لأولياء بشر بن البراء فقتلوها . و كذلك قد اختلف في قتله للذي سحره ، قال الواقدي : و عفوه عنه أثبت عندها . و روى الحديث البزار ، عن أبي سعيد ، فذكر مثله ، إلا أنه قال في آخره : فبسط يده و قال : كلوا بسم الله ، فأكلنا ، و ذكر اسم الله ، فلم تضر منا أحداً . قال القاضي أبو الفيصل : و قد خرج حديث الشاة المسمومة أهل الصحيح ، و خرجه الأئمة ، و هو حديث مشهور . و اختلف أئمة النظر في هذا الباب ، فمن قائل يقول : هو كلام يخلقه الله تعالى في الشاة [114] و يسمعها منها دون تغيير أشكالها ، و نقلهاعن هيئتها . وهو مذهب الشيخ أبي الحسن ، و القاضي أبي بكر رحمهما الله . و آخرون ذهبوا إلى إيجاد الحياة بها ، ثم الكلام بعده . و حكي هذا أيضاً عن شيخنا أبي الحسن ، و كل محتمل ، و الله أعلم ، إذ لم نجعل الحياة شرطاً لوجود الحروف و الأصوات ، إذ لا يستحيل و جودها مع عدم الحياة بمجردها . فأما إذا كانت عبارة عن الكلام النفسي فلا بد من شرط الحياة لها ، إذ لا يوجد كلام النفس إلا من حي ، خلافاً للجبائي من بين سائر متكلمي الفرق في إحالة و جود الكلام اللفظي و الحروف و الأصوات إلا من حي مركب على تركيب من يصح منه النطق بالحروف و الأصوات . و التزم ذلك في الحصى ، و الجذع ، و الذراع ، و قال : إن الله خلق فيها حياة ، و خرق لها فماً ـ ولساناً ، وآلة أمكنها بها من الكلام . و هذا لو كان لكان نقله و التهمم به آكد من التهمم بنقل تسبيحه أو حنينه ، و لم ينقل أحد من أهل السير و الرواية شيئاً من ذلك ، فدل على سقوط دعواه ، مع أنه لا ضرورة إليه في النظر ، و الموفق الله . و روى وكيع ـ رفعه عن فهد بن عطية ـ أن النبي صلى الله عليه و سلم أتي بصبي قد شب لم يتكلم قط ، فقال : من أنا ؟ فقال رسول الله . و روي عن معرض بن معيقيب: رأيت من النبي صلى الله عليه و سلم عجباً ، جيء بصبي يوم ولد ... فذكر مثله . و هو حديث مبارك اليمامة ، و يعرف بحديث شاصونه : اسم راوية ، و فيه : فقال له النبي صلى الله عليه و سلم : صدقت بارك الله فيك . ثم إن الغلام لم يتكلم بعدها حتى شب ، فكان يسمى مبارك اليمامة . و كانت هذه القصة بمكة في حجة الوداع . و عن الحسن : أتى رجل النبي صلى الله عليه و سلم ، فذكر أنه طرح بنية له في وادي كذا ، فانطلق معه إلى الوادي ، و ناداها باسمها : يا فلانة ، أجيبي نإذن الله فخرجت و هي تقول : لبييك و سعديك ! فقال لها : إن أبويك قد أسلما ، فإن أحببت أن أدرك عليهما ؟ قالت : لا حاجة لي فيهما ، و جدت الله خيرا ً منهما . و عن أنس أن شاباً من الأنصار توفي و له أم عجوز عمياء ، فسجيناه ، و عزيناه ، فقالت : مات ابني ؟ قلنا : نعم . قالت : اللهم إن كنت تعلم أني هاجرت إليك و إلى نبيك رجاء أن تعينني على كل شدة فلا تحملن علي هذه المصيبة . فما برحنا أن كشف الثوب عن وجهه ، فطعم و طعمنا . و روي عن عبد الله بن عبيد الله الأنصاري : كنت فيمن دفن ثابت بن قيس بن شماس ، و كان قتل باليمامة ، فسمعناه حين أدخلناه القبر يقول : محمد رسول الله ، أبو بكر الصديق ، عمر الشهيد ، عثمان البر الرحيم ، فنظرنا فإذا هو ميت . و ذكر عن النعمان بن بشير أن زيد بن خارجة خر ميتاً في بعض أزقة المدينة ، فرفع وسجي إذ سمعوه بين العشاءين و النساء يصرخن حوله يقول : أنصتوا ،أنصتوا ، فحسر عن و جهه ، فقال : محمد [115] رسول الله ، النبي الأمي ، و خاتم النبيين ، كان ذلك في الكتاب الأول ، ثم قال صدق ، صدق ، و ذكر أبا بكر ، وعمر ، و عثمان ، ثم قال : السلام عليك يا رسول الله ،ورحمة الله و بركاته ، ثم عاد ميتاً كما كان .
|
|
| |