houari | التاريخ: الثلاثاء, 2016-10-25, 08:26:12 | رسالة # 1 |
 عضو نشيط
مجموعة: المدراء
رسائل: 49
حالة: Offline
| في إجابة دعائه صلى الله عليه و سلم و هذا باب واسع جداً ، و إجابة دعوة النبي صلى الله عليه و سلم لجماعة بما دعا لهم و عليهم متواتر على الجملة ، معلوم ضرورةً . و قد جاء في حديث حذيفة رضي الله عنه : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا دعا لرجل أدركت الدعوة ولده و ولد ولده . حدثنا أبو محمد العتابي بقراءتي عليه ، حدثنا أبو القاسم حاتم بن محمد ، حدثنا أبو الحسن القابسي ، حدثنا أبو زيد المروزي ، حدثنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا عبد الله بن أبي الأسود ، حدثنا حرمي ، حدثنا شعبة ، عن قتادة ، عن أنس رضي الله عنه ، قال : قالت أمي : يا رسول الله ، خادمك أنس ، ادع الله له . قال : اللهم أكثر ماله و ولده ، و بارك له فيما آتيته . و من رواية عكرمة : قال أنس : فوا الله إن مالي لكثير ، و إن ولدي و ولد ولدي ليعادون اليوم على نحو المائة . و في رواية : و ما أعلم أحداً أصاب من رخاء العيش ما أصبت ، و لقد دفنت بيدي هاتين مائةً من ولدي ، لا أقول سقطاً و لا ولد ولد . و منه دعاؤه لعبد الرحمن بن عوف بالبركة ، قال عبد الرحمن : فلو رفعت حجراً لرجوت أن أصيب تحته ذهباً ، و فتح الل ه عليه ، و مات فحفر الذهب من تركته بالفؤوس حتى مجلت فيه الأيدي ، و أخذت كل زوجة ثمانين ألفاً وكن أربعاً . و قيل مائة ألف . و قيل : بل صولحت إحداهن ، لأنه طلقها في مرضه على نيف و ثمانين ألفاً ، و أوصى بخمسين ألفاً بعد صدقاته الفاشية في حياته ، و عوارفه العظيمة : أعتق يوماً ثلاثين عبداً ، و تصدق مرةً بعير فيها سبعمائة بعير ، و ردت عليه تحمل من كل شيء [ 117 ] ، فتصدق بها و بما عليها ، و بأقتابها و أحلاسها . و دعا لمعاوية بالتمكين في البلاد ، فنال الخلافة . و لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن يجيب الله دعوته ، فما دعا على أحد إلا استجيب له . و دعا بعز الإسلام بعمر رضي الله عنه ، أو بأبي جهل ، فاستجيب له في عمر . قال ابن مسعود رضي الله عنه : ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر . و أصاب الناس في بعض مغازيه عطش ، فسأله عمر الدعاء ، فدعا ، فجاءت سحابة ، فسقتهم حاجتهم ، ثم أقلعت . و دعا في الإستسقاء ، فسقوا ، ثم شكوا إليه المطر ، فدعا ، فصحوا . و قال لأبي قتادة : أفلح و جهك ، اللهم بارك له في شعره و بشره ، فمات و هو ابن سبعين سنةً ، و كأنه ابن خمس عشرة سنة . و قال للنابغة : لا يفضض الله فاك فما سقطت له سن . و في رواية : فكان أحسن الناس ثغراً ، إذا سقطت له سن نبتت له أخرى ، و عاش عشرين و مائة سنة ، و قيل : أكثر من هذا . و دعا لابن عباس : اللهم فقهه في الدين ، و عمله التأويل فسمي بعد الحبر و ترجمان القرآن . و دعا لعبد الله بن جعفر بالبركة في صفقة يمينه ، فما اشترى شيئاً إلا ربح فيه . و دعا للقمداد بالبركة ، فكانت عنده غرائز المال . و دعا بمثله لعروة بن أبي الجعد ، فقال : فلقد كنت أقوم بالكناسة ، فما أرجع حتى أربح أربعين ألفاً . و قال البخاري في حديث : فكان لو اشترى التراب ربح فيه . و روي مثل هذا لغرقدة أيضاً . وندت له ناقة ، فدعا فجاءه بها إعصار ريح ، ، حتى ردها عليه . و دعا لأم أبي هريرة فأسلمت . و دعا لعلي أن يكفى الحر و القر ، فكان يلبس في الشتاء ثياب الصيف ، و في الصيف ثياب الشتاء ، و لا يصيبه حر و لا برد . و دعا لفاطمة ابنته الله ألا يجيعها ، قالت : فما جعت بعد . و سأله الطفيل بن عمرو آيةً لقومه ، فقال : اللهم نور له فسطع نور بين عينيه ، فقال : أخاف أن يقولوا مثله ، فتحول إلى طرف سوطه ، ف كان يضيء في الليلة المظلمة ، فسمي ذا النور . و دعا على مضر فأقحطوا، حتى استعطفته قريش ، فدعا لهم فسقوا . و دعا على كسرى حين مزق كتابه أن يمزق الله ملكه ، فلم تبق له باقية ، و لا بقيت لفارس رياسة في أقطار الدنيا . و دعا على صبي قطع عليه الصلاة أن يقطع ا لله أثره ، فأقعد . و قال لرجل يأكل بشماله : كل بيمينك فقال : لا أستطيع . فقال : لا استطعت فلم يرفعها إلى فيه . و قال لعتبة بن أبي لهب : اللهم سلط عليه كلباً من كلابك ، فأكله الأسد . [ و قال لامرأة : أكلك الأسد فأكلها ] و حديثه المشهور ، من رواية عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، في دعائه على قريش حين وضعوا السلا على رقبته و هو ساجد مع الفرث و الدم ، وسماهم . قال : فلقد رأيتهم قتلوا يوم بدر . و دعا على الحكم بن أبي العاص ، و كان يختلج بوجهه ، و يغمز عند النبي صلى الله عليه و سلم ، أي لا ، فرآه ، فقال : كذلك كن ، فلم يزل يختلج إلى أن مات . و دعا علي محلم بن جثامة فمات لسبع ، فلفظته الأرض ، ثم و روي فلفظته مرات ، فألقوه بين صدين ، و رضموا عليه بالحجارة . و الصد : جانب الوادي [ 118 ] . و جحده رجل بيع فرس ـ و هي التي شهد فيها خزيمة للنبي صلى الله عليه و سلم ، فرد الفرس بعد النبي صلى الله عليه و سلم على الرجل ، و قال : اللهم إن كان كاذباً فلا تبارك له فيها . فأصبحت شاصية برجلها ، أي رافعةً . و هذا الباب أكثر من أن يحاط به .
|
|
| |