المدير | التاريخ: الثلاثاء, 2016-11-15, 07:22:03 | رسالة # 1 |
 عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
حالة: Offline
| دلائل نبوته وعلامات رسالته ومن دلائل نبوته وعلامات رسالته ما ترادفت به الأخبار عن الرهبان والأحبار وعلماء أهل الكتاب ، من صفته وصفة أمته ، واسمه وعلاماته ، وذكر الخاتم الذي بين كتفيه ، وما وجد من ذلك في أشعار الموحدين المتقدمين ، من شعر تبع ، و الأوس بن الحارثة ، وكعب ابن لؤي ، وسفيان بن مجاشع ، وقس بن ساعدة . وما ذكر عن سيف بن ذي يزن وغيرهم ، وعرف به من أمره زيد بن عمرو بن نفيل ، و ورقة بن نوفل ، وعثكلان الحميري ، وعلماء يهود ، وشامول عالمهم صاحب تبع ـ من صفته وخبره . وما ألفي من ذلك في التوراة والإنجيل مما قد جمعه العلماء وبينوه ، ونقله عنهما ثقاه من أسلم منهم ، مثل ابن سلام ، وابني سعية ، وابن يامين ، ومخيريق ، وكعب ، وأشباههم ممن أسلم من علماء يهود ، وبحيرا ، ونصطور الحبشة ، وصاحب بصرى ، وضغاطر ، وأسقف الشام ، والجارود ، وسلمان ، والنجاشي ، ونصارى الحبشة ، وأساقف نجران ، وغيرهم ممن أسلم من علماء النصارى . وقد اعترف بذلك هرقل ، وصاحب رومة عالما النصارى ، ورئيساهم ، ومقوقس صاحب مصر ، والشيخ صاحبه ، وابن صوريا ، وابن أخطب ، وأخ وه ، وكعب بن أسد ، والزبير بن باطيا ، وغيرهم من علماء اليهود ، ممن حمله الحسد والنفاسة على البقاء على الشقاء . والأخبار في هذا كثيرة لا تنحصر. وقد قرع أسماع اليهود والنصارى بما ذكر أنه في كتبهم من صفته وصفة أصحابه ، واحتج عليهم بما انطوت عليه من ذلك صحفهم ، وذمهم بتحريف ذلك وكتمانه ، وليهم ألسنتهم ببيان أمره ، ودعوتهم إلى المباهلة على الكاذب ، فما منهم إلا من نفر عن معارضته ، وإبداء ما ألزمهم من كتبهم إظهاره . ولو وجدوا خلاف قوله لكان إظهاره أهون عليهم من بذل النفوس والأموال وتخريب الديار ونبذ القتال ، وقد قال لهم : قل فاتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين [ سورة آل عمران /3 ، الآية : 93 ] إلى ما أنذر به الكهان ، مثل شافع بن كليب ، وشق ، وسطيح ، وسراد بن قارب ، وخنافر ، وأفعى بحران ، وجذل بن جذل الكندي ، وابن خلصة الدوسي ، وسعدى بنت كريز ، وفاطمة بنت النعمان ، ومن لاينعد كثرة . إلى ما ظهر على ألسنة الأصنام من نبوته ، وحلول وقت رسالته ، وسمع من هواتف الجان ، ومن ذبائح النصب ، وأجواف الصور ، وما وجد من اسم النبي صلى الله عليه و سلم والشهادة له بالرسالة مكتوباً في الحجارة والقبو ر بالخط القديم ما أكثره مشهور ، وإسلام من أسلم بسبب ذلك معلوم مذكور . فصل فيما ظهر من الأيات عند مولده ومن ذلك ما ظهر من الآيات [ 132 ] عند مولده ، و ما حكته أمه و من حضره من العجائب ، و كونه رافعاً رأسه عندما وضعته شاخصاً ببصره إلى السماء ، و ما رأته من النور الذي خرج معه ولادته ، و ما رأته إذ ذاك أم عثمان بن أبي العاص من تدلي النجوم ، و ظهور النور عند ولادته ، حتى ما تنظر إلا النور . و قول الشفاء أم عبد الرحمن بن عوف : لما سقط صلى الله عليه و سلم على يدي و استهل سمعت قائلاً يقول : رحمك الله ، و أضاء لي ما بين المشرق و المغرب حتى نظرت إلى قصور الروم . و ما تعرفت به حليمة وزوجها ظئراه من بركته ، و درور لبنها له ، و لبن شارفها و خصب غنمه ، و سرعة شبابه ، و حسن نشأته . و ما جرى من العجائب ليلة مولده ، من ارتجاج إيوان كسرى ، و سقوط شرفاته ، و غيض بحيرة طبرية ، و خمود نار فارس ، وكان لها ألف عام لم تخمد . و أنه كان إذا أكل مع عمه أبي طالب و آله و هو صغير سبعوا و روروا ، فإذا غاب فأكلوا في غيبته لم يشبعوا . و كان سائر ولد أبي طالب يصبحون شعثاً و يصبح صلى الله عليه و سلم صقيلاً دهيناً كحيلاً . [ قالت أم أيمن حاضنته : ما رأيته صلى الله عليه و سلم شكا ج وعاً قط و لا عطشاً صغيراً و لا كبيراً ] . و من ذلك حراسة السماء بالشهب ، و قطع رصد الشياطين ، و منعهم استراق السمع . و ما نشأ عليه من بعض الأصنام ، و العفة عن أمور الجاهلية ، و ما خصه الله به من ذلك و حماه حتى في ستره في الخبر المشهور عند بناء الكعبة ، إذ أخذ إزاره ليجعله على عاتقه ، ليحمل عليه الحجارة و تعرى ، فسقط إلى الأرض حتى رد إزاره عليه . فقال له عمه : ما بالك ؟ فقال : إني قد نهيت عن التعري . ومن ذلك إطلال الله له بالغمام في سفره . و في رواية أن خديجة و نساؤها رأينه لما قدم ، و ماكان يظلانه ، فذكرت ذلك لميسرة ، فأخبرها أنه رأى ذلك منذ خرج معه في سفره . [ وقد روي ان حليمة رأت غمامة تظله ، وهو عندها . وروي ذلك عن أخيه من الرضاعة ] . و من ذلك انه نزل في بعض أسفاره قبل مبعثه تحت شجرة يابسة ، فاعشوشب ما حولها و أينعت هي فأشرقت و تدلت عليه أغضانها بمحضر من رآه . و ميل فيء الشجرة إليه في الخبر الآخر حتى أظلته . و ما ذكر من أنه كان لا ظل لشخصيته في شمس و لا قمر ، لأنه كان نوراً . و أن الذباب كان لا يقع على جسده و لا ثيابه . و من ذلك تحبيب الخلوة إليه حتى أوحي إليه ، ثم إعلامه بموته و دنو أجله ، و أن قبره في المدينة و في بيته ، و أن بين بيته و منبره روضة من رياض الجنة ، و تخيير الله له عند موته ، و ما اشتمل عليه حديث الوفاة من كراماته ، و تشريفه ، وصلاة الملائكة على جسده على ما رويناه في بعضها . و استئذان ملك الموت عليه ، و لم يستأذن على غيره قبله . و نداؤهم الذي سمعوه ألا ينزعوا القميص عنه عند غسله . و ما روي من تعزية الخضر و الملائكة أهل بيته عند موته . إلى ما ظهر على أصحابه من كرامته و بركته في حياته و موته ، كاستسقاء عمر بعمه ، و تبرك غير واحد بذريته [ 133 ] .
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
|
|
| |