الأحد
2025-06-15
13:21:54


طريقة الدخول

أهلاً بك ضيف | RSS
islamchabeb2
يرحب بزواره 
الرئيسية معجزات نبينا أظهر من سائر معجزات الرسل من وجهين - منتدى التسجيل دخول
انشاء موقع مجاناًانشاء موقع مجاناًانشاء موقع مجاناًانشاء موقع مجاناًانشاء موقع مجاناً
[ رسائل جديدة · المشاركين · قواعد المنتدى · بحث · RSS ]
  • صفحة 1 من%
  • 1
مشرف المنتدى: خيرالدين  
معجزات نبينا أظهر من سائر معجزات الرسل من وجهين
المديرالتاريخ: الثلاثاء, 2016-11-15, 07:22:58 | رسالة # 1
عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
جوائز: 1
سمعة: 100
حالة: Offline
معجزات نبينا أظهر من سائر معجزات الرسل من وجهين
قال القاضي أبو الفضل : قد أتينا في هذا الباب على نكت من معجزاته واضحة ، و جمل من علامات نبوته مقنعة ، في واحد منها الكفاية و الغنية ، و تركنا الكثير سوى ما ذكرنا ، و اقتصرنا من الأحاديث الطوال على عين الغرض و فص المقصد ، و من كثير الأحاديث و غريبها على ما صح و اشتهر إلا يسيراً من غريبه مما ذكره مشاهير الأئمة ، و حذفنا الإسناد في جمهورها ، طلباً للإختصار .
و يحسب هذا الباب لو تقصي أن يكون ديواناً جامعاً يشتمل على مجلدات عدة .
و معجزات نبينا صلى الله عليه و سلم أظهر من سائر معجزات الرسل بوجهين :
أحدهما : كثرتها ، و أنه لم يؤت نبي معجزةً إلا و عند نبينا مثلها ، أو ما هو أبلغ منها .
و قد نبه الناس على ذلك ، فإن أردته فتأمل فصول هذا الباب ، و معجزات من تقدم من الأنبياء ـ تقف على ذلك إن شاء الله تعالى .
و أما كونها كثيرة فهذا القرآن ، و كله معجز ، و أقل ما يقع الإعجاز فيه عند بعض أئمة المحققين سورة : إنا أعطيناك الكوثر ، أو آية في قدرها .
و ذهب بعضهم إلى أن كل آية منه كيف كانت معجزة .
و زاد آخرون أن كل جملة منتظمة منه مع جزة ، و إن كانت من كلمة أو كلمتين .
و الحق ما ذكرناه أولاً ، لقوله تعالى : قل فاتوا بسورة مثله ، فهو أقل ما تحداهم به ، مع ما ينصر هذا من نظر و تحقيق يطول بسطه .
و إذا كان هذا ففي القرآن من الكلمات نحو من سبعة و سبعين ألف كلمة و نيف على عدد بعضهم ، و عدد كلمات : إنا أعطيناك الكوثر عشر كلمات ، فتجزؤ القرآن على نسبة عدد إنا أعطيناك الكوثر أزيد من سبعة آلاف جزء ، كل واحد منها معجز في نفسه .
ثم إعجازه ـ كما تقدم ـ بوجهين : طريق بلاغته ، و طريق نظمه ، فصار في كل جزء من هذا العدد معجزتان ، فتضاعف العدد من هذا الوجه .
ثم فيه وجوه إعجاز أخر من الإخبار بعلوم الغيب ، فقد يكون في السورة الواحدة من هذه التجزئة الخبر عن أشياء من الغيب ، كل خبر منها بنفسه معجز ، فتضاعف العدد كرة أخرى .
ثم وجوه الإعجاز الأخر التي ذكرناها توجب التضعيف ، هذا في حق القرآن ، فلا يكاد يأخذ العد معجزاته ، و لا يحوي الحصر براهينه .
ثم الأحاديث الواردة ، و الأخبار الصادرة عنه صلى الله عليه و سلم في هذه الأبواب و عما دل على أمره مما أشرنا إلى جمله يبلغ نحواً من هذا .
الوجه الثاني : و ضوح معجزاته صلى الله عليه و سلم ، فإن معجزات الرسل كانت بقدر همم أهل زمانهم ، و بحسب الفن الذي سما فيه قرنه .
فلما كان موسى غاية أهل السحر بعث إليهم موسى بمعجزة تشبيه ما يدعون قدرتهم عليه ، فجاءهم منها ما خرق عادتهم ، و لم يكن في قدرتهم [134 ] ، و أبطل سحرهم .
و كذلك زمن عيسى أغنى ما كان الطب ، و أوفر ما كان أهله ، فجاءهم أمر لا يقدرون عليه ، و أتاهم ما لم يحتسبوه من إحياء الميت ، و إبراء الأكمه و الأبرص دون معالجة و لا طب .
و هكذا سائر معجزات الأنبياء .
ثم إن الله تعالى بعث محمداً صلى الله عليه و سلم ، و جملة معارف العرب و علومها أربعة : البلاغة ، و الشعر ، و الخبر ، و الكهانة ، فأنزل عليه القرآن الخارق لهذه الأربعة فصول من الفصاحة ، و الإيجاز ، و البلاغة الخارجة عن نمط كلامهم ، و من النظم الغريب ، و الأسلوب العجيب الذي لم يهتدوا في المنظوم إلى طريقه ، و لا علموا في أساليب الأوزان منهجه ، و من الأخبار عن الكوائن و الحوادث و الأسرار و المخبآت و الضمائر ، فتوجد على ما كانت ، و يعترف المخبر عنها بصحة ذلك و صدقه ، و إن كان أ'دى العدو .
فأبطل الكهانة التي تصدق مرةً و تكذيب عشراً ، ثم اجتثها من أصلها برحم الشهب ، و رصد النجوم .
و جاء من الأخبار عن القرون السالفة ، و أنباء الأنبياء ، و الأمم البائدة ، و الحوادث الماضية ـ ما يعجز من تفرغ لهذا العلم عن بعضه على الوجوه التي بسطناها و بينا المعجز فيها .
ثم بقيت هذه المعجزة الجامعة لهذا الوجوه إلى الفصول الأخر التي ذكرناها في معجزات القرآن ثابتةً إلى يوم القيامة بينة الحجة لكل أمة تأتي ، لا يخفى وجوه ذلك على من نظر فيه ، و تأمل وجوه إعجازه .
إلى ما أخبر به من الغيوب على هذه السبيل ، فلا يمر عصر و لا زمن إلا يظهر فيه صدقه بظهور مخبره على ما أخبر ، فيتجدد الإيمان ، و يتظاهر البرهان ، و ليس الخبر كالعيان كما قيل .
و للمشاهدة زيادة في اليقين ، و النفس أشد طمأنينة إلى عين اليقين منها إلى علم اليقين ، و إن كان كل عندها حقاً .
و سائر معجزات الرسل انقرضت بانقراضهم ، و عدمت بعدم ذواتها ، و معجزة نبينا صلى الله عليه و سلم لا تبيد و لا تنقطع ، و آياته تتجدد و لا تضمحل ، و لهذا أشار صلى الله عليه و سلم بقوله فيما حدثنا القاضي الشهيد أبو علي ، حدثنا القاضي أبو الوليد ، حدثنا أبو ذر ، حدثنا أبو محمد ، و أبو إسحاق ، و أبو الهيثم ، قالوا : حدثنا الفربري ، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله ، حدثنا الليث ، عن سعيد ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه و سلم ، قال : ما من الأنبياء نبي إلا أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر ، و إنما كان الذي أوتيت وحياً أوحاه الله إلي ، فأرجو أني أكثرهم تابعاً يوم القيامة .
هذا معنى الحديث عن بعضهم ، و هو الظاهر و الصحيح إن شاء الله .
و ذهب غير واحد من العلماء في تأويل هذا الحديث و ظهور معجزة نبينا صلى الله عليه و سلم إلى معنى آخر من ظهورها بكونها وحياً و كلاماً لا يمكن التخييل فيه ، و لا التحيل عليه ، و لا التشيبه ، فإن غيرها من معجزات الرسل قد رام المعاندون لها بأشياء طمعوا في التخييل بها على الضعفاء كإلقاء السحرة حبالهم و عصيهم [ 135 ] و شبه هذا مما يخيله الساحر ، أو يتحيل فيه .
و القرآن كلام ليس للحيلة و لا للسحر ، و لا التخييل فيه عمل ، فكان من هذا الوجه عندهم أظهر من غيره من المعجزات ، كما لا يتم لشاعر و لا لخطيب أن يكون شاعراً أو خطيباً بضرب من الحيل و التمويه .
و التأويل الأول أخلص و أرضى .
و في هذا التأويل الثاني ما يغمض عليه الجفن ، و يغضى .
و وجه ثا لث على مذهب من قال بالصرفة ، و أن المعارضة كانت في مقدور البشر ، فصرفوا عنها ، أو على أحد مذهبي أهل السنة من أن الإتيان بمثله من جنس مقدورهم ، و لكن لم يكن ذلك قبل ، و لا يكون بعد ، لأن الله تعالى لم يقدرهم ، و لا يقدرهم عليه .
و بين المذهبين فرق بين ، و عليهما جميعاً فترك العرب الإتيان بما في مقدورهم ، أو ما هو من جنس مقدورهم ، و رضاهم بالبلاء و الجلاء ، و السباء و الإذلال ، و تغيير الحال ، و سلب النفوس و الأموال ، و التقريع و التوبيخ ، و التعجيز و التهديد و الوعيد أبين آية للعجز عن الإتيان بمثله ، و النكول عن معارضته ، و أنهم منعوا عن شيء هو من جنس مقدورهم .
و إلى هذا ذهب الإمام أبو المعالي الجويني و غيره ، قال : و هذا عندنا أبلغ في خرق العادة بالأفعال البديعة في أنفسها ، كقلب العصا حيةً و نحوها ، فإنه قد يسبق إلى بال الناظر بداراً أن ذلك من اختصاص صاحب ذلك بمزية معرفة في ذلك الفن ، و فضل علم إلى أن يرد ذلك صحيح النظر .
و أما التحدي للخلائق مئين من السنين بكلام من جنس كلامهم ليأتوا بمثله فلم يأتوا ، فلم يبق بعد توفر الدواعي على المعارضة ثم عدمها إلا منع الله الخلق عنها بمثابة ما لو قال نبي : آيتي أن يمنع الله القيام عن الناس مع مقدرتهم عليه ، و ارتفاع الزمانة عنهم ، فكان ذلك ، و عجزهم الله تعالى عن القيام ـ لكان ذلك من أبهر آية ، و أظهر دلالة . و بالله التوفيق .
و قد غاب عن بعض العلماء وجه ظهور آيته على سائر آيات الأنبياء ، حتى احتاج للعذر عن ذلك بدقة أفهام العرب ، و ذكاء ألبابها ، و وفور عقولها ، و أنهم أدركوا المعجزة فيه بفطنتهم ، و جاءهم من ذلك بحسب إدراكهم ، و غيرهم من القبط و بني إسرائيل و غيرهم لم يكونوا بهذه السبيل ، بل كانوا من الغباوة و قلة الفطنة بحيث جوز عليهم فرعون أنه ربهم ، و جوز عليهم السامري ذلك في العجل بعد إيمانهم ، و عبدوا المسيح مع أجماعهم على صلبه ، و ما قتلوه و ما صلبوه و لكن شبه لهم ، فجاءتهم من الآيات الظاهرة البينة للأبصار بقدر غلظ أفهامهم ما لا يشكون فيه ، و مع هذا فقالوا : لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة . و لم يصبروا على المن و السلوى ، و استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير .
و العرب على جاهليتها أكثرها يعترف بالصانع ، و إنما كانت تتقرب بالأصنام إلى الله زلفى .
و منهم من آمن بالله وحده من قبل الرسول صلى الله عليه و سلم [ 136 ] بدليل عقله و صفاء لبه .
و لما جاءهم الرسول بكتاب الله فهموا حكمته ، و تبينوا بفضل إدراكهم لأول وهلة معجزته ، فآمنوا به ، و ازدادوا كل يوم إيماناً ، و رفضوا الدنيا كلها في صحبته ، و هجروا ديارهم و أموالهم ، و قتلوا آباءهم و أبناءهم في نصرته ، و أتى في معنى هذا بما يلوح له رونق ، و يعجب منه زبرج لو احتيج إليه و حقق ، لكنا قدمنا من بيان معجزة نبينا صلى الله عليه و سلم و ظهورها ما يغنى عن ركوب بطون هذه المسالك و ظهورها .
و بالله أستعين . [ و هو حسبي ، و نعم الوكيل ] .


اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
 
  • صفحة 1 من%
  • 1
بحث:

Copyright MyCorp © 2025