المدير | التاريخ: الثلاثاء, 2016-11-15, 07:25:24 | رسالة # 1 |
 عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
حالة: Offline
| في وجوب طاعته و أما وجوب طاعته ، فإذا وجب الإيمان به و تصديقه فيما جاء به وجبت طاعته ، لأن ذلك مما أتى به ، قال الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله [ سورة الأنفال / 8 ، الآية : 20 ] . و قال : قل أطيعوا الله والرسول [ سورة آل عمران / 3 ، الآية : 32 ] . و قال : وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون [ سورة آل عمران / 3 ، الآية : 132 ] . و قال : وإن تطيعوه تهتدوا [ سورة النور / 24 ، الآية : 54 ] . و قال : من يطع الرسول فقد أطاع الله [ سورة النساء / 4 ، الآية : 80 ] . و قال : وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا [ سورة الحشر / 59 ، الآية : 7 ] . و قال [ 138 ] : ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا [ سورة النساء / 4 ، الآية : 69 ] . و قال : وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ، فجعل تعالى طاعة رسوله طاعته ، و قرن طاعته بطاعته ، و وعد على ذلك بجزيل الثواب ، و أوعد على مخالفته بسوء العقاب ، و أوجب امتثال أمره ، و اجتناب نهيه . قال المفسر ون و الأئمة : طاعة الرسول التزام سنته و التسليم لما جاء به . و قالوا : و ما أرسل الله من رسول إلا فرض طاعته على من أرسله إليه . و قالوا من يطع الرسول في سنته يطع الله في فرائضه . و سئل سهل بن عبد الله عن شرائع الإسلام ، فقال : وما آتاكم الرسول فخذوه [ سورة الحشر / 59 ، الآية : 7 ] . و قال السمرقندي : يقال : أطيعوا الله في فرائضه ، و الرسول في سنته . و قيل : أطيعوا الله فيما حرم عليكم ، و الرسول فيما بلغكم . و يقال : أطيعوا الله بالشهادة له بالربوبية ، و النبي بالشهادة له بالنبوة . حدثنا أبو محمد بن عتاب بقراءتي عليه ' حدثنا حاتم بن محمد ، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن خلف ، حدثنا محمد بن أحمد ، حدثنا محمد بن يوسف ، حدثنا البخاري ، حدثنا عبدان ، أخبرنا عبد الله ، حدثنا يونس ، عن الزهري ، أخبرني أبو سلمة ابن عبد الرحمن ـ أنه سمع أبا هريرة يقول : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من أطاعني فقد أطاع الله ، و من عصاني فقد عصى الله ، و من أطاع أميري فقد أطاعني ، و من عصى أميري فقد عصاني . فطاعة الرسول من طاعة الله ، إذ الله أمر بطاعته ، فطاعته امتثال لما أم ر الله به ، و طاعة له . و قد حكى الله عن الكفار في دركات جهنم : يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا ، فتمنوا طاعته حيث لاينفعهم التمني . و قال صلى الله عليه و سلم : نهيتكم عن شيء فاجتنبوه ، و إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم و في حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، عنه صلى الله عليه و سلم : كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى . قالوا : يارسول الله ، و من يأبى ؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ، و من عصاني فقد أبى . و في الحديث الأخر الصحيح ، عنه صلى الله عليه و سلم : مثلي و مثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوماً ، فقال : يا قوم ، إني رأيت الجيش بعيني ، و إني أنا النذير العريان ، فالنجاء ، فأطاعه طائفة من قومه ، فأدلجوا ، فانطلقوا ، فانطلقوا على مهلهم فنجوا ، و كذبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم ، فصبحهم ، الجيش فأهلكهم و اجتاحهم ، فذلك مثل من أطاعني ، و اتبع ما جئت به ، و مثل من عصاني و كذب ما جئت به من الحق . و في الحديث الآخر في مثله : كمثل من بنى داراً و جعل فيها مأدبة ، و بعث داعياً ، فمن أجاب الداعي دخل الدار ، و آكل من المأد بة ، و من لم يجب الداعي لم يدخل الدار و لم يأكل من المأدبة ، فالدار الجنة ، و الداعي محمد صلى الله عليه و سلم ، فمن أطاع محمداً فقد أطاع الله ، و من عصى محمداً فقد عصى الله ، و محمد فرق بين الناس
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
|
|
| |