المدير | التاريخ: الثلاثاء, 2016-11-15, 07:36:10 | رسالة # 1 |
 عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
حالة: Offline
| في وجوب مناصحته صلى الله عليه و سلم قال الله تعالى : ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم [ سورة التوبة / 9 ، الآية : ( 91 )] . قال أهل التفسير : إذا نصحوا لله و رسوله : إذا كانوا مخلصين مسلمين في السر و العلانية . حدثنا القاضي الفقيه أبو الوليد بقراءتي عليه ، حدثنا حسين بن محمد ، حدثنا يوسف بن عبد الله ، حدثنا ابن عبد المؤمن ، حدثنا أبو بكر التمار ، حدثنا أبو داود ، حدثنا أحمد بن يونس ، حدثنا زهير ، حدثنا سهيل بن أبي صالح ، عن عطاء بن يزيد ، عن تميم الداري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الدين النصيحة . إن الدين النصيحة . إن الدين النصيحة . قالوا : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله و لكتابه و لرسوله ، و أئمة المسلمين و عامتهم واجبة . قال أئمتنا : النصيحة لله و لرسوله و أئمة المسلمين و عامتهم واجبة . قال الإمام سليمان البستي : النصيحة كلمة يعبر بها عن جملة إرادة الخير للمنصوح له ، و ليس يمكن أن يعبر عنها بكلمة واحدة تحصرها . و معناها في اللغة الإخلاص ، من قولهم : نصحت العسل ، إذا خلصته من شمعه . و قال أبو بكر بن أبي إسحاق الخفاف : النصح فعل الشيء الذي به الصلاح و الملاءمة ، مأخوذ من النصاح ، و هو الخيط الذي يخاط به الثوب . و قال أبو إسحاق الزجاج نحوه . فنصيحة الله تعالى صحة الاعتقاد له بالوحدانية ، و وصفه بما هو أهله ، و تنزيهه عما لا يجوز عليه ، و الرغبة في محابه ، و البعد من مساخطه ، و الإخلاص في عبادته . و النصيحة لكتابه الإيمان به ، و العمل بما فيه ، و تحسين تلاوته ، و التخشع عنده ، و التعظيم له ، و تفهمه و التفقه فيه ، و الذب من تأويل الغالين ، و طعن الملحدين . و النصيحة لرسوله التصديق بنبوته ، وبذل الطاعة له فيما أمر به ونهى عنه ، قاله أبو سليمان . و قال أبو بكر : و مؤازرته ونصرته وحمايته حياً و ميتاً ، و إحياء سنته بالطلب ، والذب عنها ، و نشرها ، والتخلق بأخلاقه الكريمة وآدابه الجميلة . وقال أبو إبراهيم [ إسحاق ] التجيبي : نصيحة رسول الله صلى الله عليه و سلم التصديق بما جاء به ، و الاعتصام بسنته ، و نشرها ، و الحض عليها ، و الدعوة إلى الله و إلى كتابه و إلى رسوله ، و إليها و إلى العمل بها . و قال أحمد بن محمد : من مفروضات ال قلوب اعتقاد النصيحة لرسول الله صلى الله عليه و سلم . قال أبو بكر الآجري و غيره : النصح له يقتضي نصحين : نصحاً في حياته ، ونصحاً بعد مماته ، ففي حياته نصح أصحابه له بالنصر والمحاماة عنه و معاداة من عاداه ، والسمع و الطاعة له ، و بذل النفوس والأموال دونه ، كما قال الله تعالى : رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا [ سورة الأحزاب / 33 ، الآية : 23 ] . و قال : وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون [ سورة الحشر / 59 ، الآية : 8 ] . و أما نصيحة المسلمين له بعد وفاته فالتزام التوقير و الإجلال ، و شدة المحبة له ، و المثابرة على تعلم سنته [ 150 ] ، و التفقه في شريعته ، و محبة آل بيته و أصحابه ، و مجانبة من رغب عن سنته و انحرف عنها ، و بغضه و التحذير منه ، و الشفقة على أمته ، و البحث عن تعرف أخلاقه و سيره و آدابه ، و الصبر على ذلك . فعلى ما ذكره تكون النصيحة إحدى ثمرات المحبة ، و علامة من علاماتها كما قدمنا . و حكى الإمام أبو القاسم القشيري أن عمرو بن الليث أحد ملوك خراسان و مشاهير الثوار المعرف بالصفار ـ رئي في النوم ، فقيل له : ما فعل الله بك ؟ فقال : غفر لي ، فقيل : بماذا ؟ قال : صعدت ذروة جبل يوماً فأشرفت على جنودي ، فأعجبتني كثرتهم ، فتمنيت أني حضرت رسول الله صلى الله عليه و سلم فأعنته ونصرته ، فشكر الله لي ذلك و غفر لي . و أما النصح لأئمة المسلمين فطاعتهم في الحق ، و معونتهم فيه ، وأمرهم به ، و تذكيرهم إياه على أحسن وجه و تنبيههم على ما غفلوا عنه و كتم عنهم من أمور المسلمين ، و ترك الخروج عليهم ، و تضريب الناس و إفساد قلوبهم عليهم . و النصح لعامة المسلمين إرشادهم إلى مصالحهم ، و معونتهم في أمر دينهم و دنياهم بالقول و الفعل ، و تنبيه غافلهم ، و تبصير جاهلهم ، و رفد محتاجهم ، و ستر عوراتهم ، و دفع المضار عنهم ، و جلب المنافع إليهم
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
|
|
| |