توقيره ، و بر آله ، و ذريته ، و أمهات المؤمنين أزواجه
|
|
المدير | التاريخ: الثلاثاء, 2016-12-06, 09:44:35 | رسالة # 1 |
 عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
حالة: Offline
| في توقيره ، و بر آله ، و ذريته ، و أمهات المؤمنين أزواجه ومن توقيره صلى الله عليه و سلم وبره ـ بر آله و ذريته و أمهات المؤمنين أزواجه ، كما حض عليه صلى الله عليه و سلم ، و سلكه السلف الصالح رضي الله عنهم . قال الله تعالى : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا [ سورة الأحزاب / 33 ، الآية : 33 ] . و قال تعالى : وأزواجه أمهاتهم [ سورة الأحزاب / 33 ، الآية : 6 ] . أخبرنا الشيخ أبو محمد بن أحمد العدل من كتابه ، و كتبت من أصله : حدثنا أبو الحسن المقرئ الفرغاني ، حدثتني أم القاسم بنت الشيخ أبي بكر الخفاف ، قالت : حدثني أبي ، حدثنا حاتم ـ هو ابن عقيل ، حدثنا يحيى ـ هو ابن إسماعيل ، حدثنا يحيى ـ هو الحماني ، حدثنا وكيع ، عن أبيه ، عن سعيد بن مسروق ، عن يزيد بن حيان ، عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أنشدكم رسول الله أهل بيتي . . . ثلاثاً . قلنا لزيد : من أهل بيته ؟ قال : آل علي ، و آل جعفر ، و آل عقيل ، و آل العباس . و قال صلى الله عليه و سلم : إني تارك فيكم ما إن أخذتم به لم تضلوا : كتاب الله ، و عترتي أهل بيتي ، فانظر وا كيف تخلفوني فيهما . و قال صلى الله عليه و سلم : معرفة آل محمد صلى الله عليه و سلم براءة من النار ، و حب آل محمد جواز على الصراط ، و الولاية لآل محمد أمان من العذاب . قال بعض العلماء : معرفتهم هي معرفة مكانهم من النبي صلى الله عليه و سلم ، و إذا عرفهم بذلك عرف وجوب حقهم و حرمتهم بسببه . و عن عمر بن أبي سلمة : لما نزلت : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ـ و ذلك في بيت أم سلمة ـ دعا فاطمة و حسنا و حسينا ، فجللهم بكساء ، و علي خلف ظهره [ فجلله بكسائه ] ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس ، و طهرهم تطهيرا . و عن سعد بن أبي وقاص : لما نزلت آية المباهلة دعا النبي صلى الله عليه و سلم عليا و حسناً و الحسين و فاطمة ، و قال : اللهم هؤلاء أهلي . و قال النبي صلى الله عليه و سلم في علي : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم و ال من والاه ، و عاد من عاداه . و قال فيه : لا يحبك إلا مؤمن ، و لا يبغضك إلا منافق . و قال للعباس و الذي نفسي بيده ، لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله و لرسوله . و من آذى عمي فقد آذاني ، و إنما ع م الرجل صنو أبيه . و قال العباس : اغد علي يا عم مع ولدك ، فجمعهم و جللهم بملاءته ، و قال : هذا عمي و صنو أبي ، و هؤلاء أهل بيتي ، فاسترهم من النار كستري إياهم فأمنت أسكفة الباب و حوائط البيت : آمين . آمين . و كان يأخذ أسامة بن زيد ، و الحسن ، و يقول : اللهم إني أحبهما فأحبهما . و قال أبو بكر : ارقبوا محمداً في أهل بيته . و قال أيضاً : و الذي نفسي بيده لقرابة [ 157 ] رسول الله صلى الله عليه و سلم أحب إلي أن أصل من قرابتي . و قال صلى الله عليه و سلم : أحب الله من أحب حسناً و حسيناً . و قال : من أحبني و أحب هذين ـ و أشار إلى حسن و حسين و أباهما و أمهما ـ كان معي في درجتي يوم القيامة . و قال صلى الله عليه و سلم : من أهان قريشاً أهانه الله . و قال صلى الله عليه و سلم : قدموا قريشاً و لا تقدموها . و قال صلى الله عليه و سلم لأم سلمة : لا تؤذيني في عائشة . و عن عقبة بن الحارث : رأيت أبا بكر رضي الله عنه ، و جعل الحسن على عنقه و هو يقول : بأبي شيبه بالنبي ، ليس شبيهاً بعلي ـ و علي رضي الله عنه يضحك . و روي عن عبد الله بن الحسن بن حسين ، قال : أت يت عمر بن عبد العزيز في حاجة ، فقال : لي : إذا كانت لك حاجة فأرسل إلي أو اكتب ، فإني أستحيي من الله أن يراك على بابي . و عن الشعبي : صلى زيد بن ثابت على جنازة أمه ، ثم قربت له بغلته ليركبها ، فجاء ابن عباس فأخذ بركابه ، فقال زيد : خل عنه يا بن عم رسول الله . فقال : هكذا نفعل بالعلماء . فقبل زيد يد ابن عباس ، و قال : هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا . و رأى ابن عمر محمد بن أسامة بن زيد ، فقال : ليت هذا عبدي ، فقيل له : هو محمد بن أسامة . فطأطأ ابن عمر رأسه و نقر بيده الأرض ، و قال : لو رآه رسول الله صلى الله عليه و سلم لأحبه . و قال الأوزاعي : دخلت بنت أسامة بن زيد صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم على عمر بن عبد العزيز و معها مولى لها يمسك بيدها ، فقام لها عمر ، و مشى إليها حتى جعل يدها بين يديه ، و يداه في ثيابه ، و مشى بها حتى أجلسها على مجسله ، و جلس بين يديها ، و ماترك لها حاجةً إلا قضاها . و لما فرض عمر بن الخطاب لابنه عبد الله في ثلاثة آلاف ، و لأسامة بن زيد في ثلاثة آلاف و خمسمائة ـ قال عبد الله لأبيه : لم فضلته ، فو الله ما سبقني إلى مشهد ؟ فقال له : لأن زيداً كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم من أبيك ، و أسامة أحب إليك منك ، فآثرت حب رسول الله صلى الله عليه و سلم على حبي . و بلغ معاوية أن كابس بن ربيعة يشبه برسول الله صلى الله عليه و سلم ، فلما دخل عليه من باب الدار قام عن سريره و تلقاه و قبل بين عينيه ، و أقطعه المرغاب لشبهه صورة رسول الله صلى الله عليه و سلم . و روي أن مالكاً رحمه الله لما ضربه جعفر بن سليمان ، و نال منه ما نال ، و حمل مغشياً عليه دخل عليه الناس فأفاق ، فقال : أشهدكم أني جعلت ضاربي في حل . فسئل بعد ذلك ، فقال : خفت أن أموت ، فألقى النبي صلى الله عليه و سلم ، فأستحي منه أن يدخل بعض آله النار بسببي . و قيل : إن المنصور أقاده من جعفر ، فقال له : أعوذ بالله ! و الله ما ارتفع منها سوط عن جسمي [ 158 ] إلا و قد جعلته في حل لقرابته من رسول الله صلى الله عليه و سلم . و قال أبو بكر بن عياش : لو أتاني أبو بكر و عمر و علي لبدأت بحاجة علي قبلهما ، لقرابته من رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و لأن أخر من السماء إلى الأرض أحب إلي من أن أقدمه عليهما . و قيل لابن عباس : ما تت فلانة ـ لبعض أزواج النبي صلى الله عليه و سلم ، فسجد ، فقيل له : أتسجد هذه الساعة ؟ فقال : أليس قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا رأيتم آيةً فاسجدوا و أي آية أعظم من ذهاب أزواج النبي صلى الله عليه و سلم . [ و كان أبو بكر و عمر يزوران أم أيمن مولاة النبي صلى الله عليه و سلم ، و يقولان : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يزورهما . و لما وردت حليمة السعدية على النبي صلى الله عليه و سلم بسط لها رداءه و قضى حاجتها ، فلما توفي وفدت على أبي بكر و عمر فصنعا بها مثل ذلك ] .
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
|
|
| |
المدير | التاريخ: الثلاثاء, 2016-12-06, 09:45:16 | رسالة # 2 |
 عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
حالة: Offline
| و من توقيره و بره صلى الله عليه و سلم ـ توقير أصحابه و برهم و معرفة حقهم ، و الاقتداء بهم ، و حسن الثناء عليهم ، و الاستغفار لهم ، و الإمساك لهم ، و الإمساك عما شجر بينهم ، و معاداة من عاداهم ، و الإضراب عن أخبار المؤرخين ، و جهلة الرواة ، و ضلال الشيعة و المبتدعين القادحة في أحد منهم ، و أن يلتمس لهم فيما نقل عنهم من مثل ذلك فيما كان بينهم من الفتن أحسن التأويلات ، و يخرج لهم أصواب المخارج : إذ هم أهل ذلك ، و لا يذكر أحد منهم بسوء ، و لا يغمص عليه أمر ، بل تذكر حسناتهم و فضائلهم ، و حميد سيرتهم ، و يسكت عما وراء ذلك ، كما قال صلى الله عليه و سلم : إذا ذكر أصحابي فأمسكوا . قال الله تعالى : محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما [ سورة الفتح / 48 ، الآية : 29 ] . و قال : والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم [ سورة التوبة / 9 ، الآية : 100 ] . و قال الله تعالى : لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة [ سورة الفتح / 48 ، الآية : 18] . و قال : رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا [ سورة الأحزاب / 33 ، الآية : 23 ] . حدثنا القاضي أبو علي ، حدثنا أبو الحسين ، و أبو الفضل ، قالا : حدثنا أبو يعلى ، حدثنا أبو علي السنجي ، حدثنا محمد بن محبوب ، حدثنا الترمذي ، حدثنا الحسن بن الصباح ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن زائدة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن ربعي بن حراش ، عن حذيفة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : اقتدوا باللذين من بعدي : أبي بكر ، و عمر . و قال : أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم . و عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : مثل أصحابي كمثل الملح في الطعام ، لا يصلح الطعام إلا به . و قال : الله لله في اصحابي ، لا تتخذوهم غرضاً بعدي ، فمن أحبهم فبحبي أحبهم ، و من أبغضهم فببغضي أبغضهم ، و من آذاهم فقد آذاني ، و من آذاني فقد آذى الله ، و من آذى الله يوشك أن يأخذ . و قال : لا تسبوا أصحابي ، فلو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم و لا نصيفه . و قال : [ 159 ] من سب أصحابي فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين ، لا يقبل الله منه صرفاً و لا عدلاً . و قال : إذا ذكر أصحابي فأمسكوا . وقال ـ في حديث جابر : إن الله اختار أصحابي على جميع العالمين سوى النبيين والمرسلين ، واختار لي منهم أربعة : أبا بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلياً ، فجعلهم خير أصحابي ، وفي أصحابهم كلهم خير . وقال : من أحب عمر فقد أحبني ، ومن أبغض عمر فقد أبغضني . وقال مالك بن أنس ، وغيره : من أبغض الصحابة و سبهم فلبيس له في فيءالمسلمين حق ، و نزع بآية الحشر : وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شيء قدير * ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب ... إلى قوله تعالى : والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم [ سورة الحشر/59 ، الآيات : 5 ، 10 ] . وقال : من غاظه أصحاب محمد فهو كافر ، قال الله تعالى : ليغيظ بهم الكفار [ سورة الفتح / 48 ، الآية : 29 ] . وقال عبد الله بن المبارك : خصلتان من كانتا فيه نجا : الصدق ، وحب أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم . قال أيوب السختياني : من أحب أبا بكر فقد أقام الدين ، و من أحب عمر فقد أوضح السبيل ، و من أحب عثمان فقد استضاء بنور الله ، و من أحب علياً فقد أخذ بالعروة الوثقى ، و من أحسن الثناء على أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم فقد برئ من النفاق ، و من انتقض أحداً منهم فهو مبتدع مخالف للسنة والسلف الصالح ، وأخاف ألا يصعد له عمل إلى السماء حتى يحبهم جميعاً ، ويكون قلبه سليماً . و في حديث خالد بن سعيد أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : أيها الناس ، إني راض عن أبي بكر فاعرفوا له ذلك . أيها لناس ، إني راض عن عمر ، و عن علي ، و عن عثمان ، و طلحة ، و الزبير ، و سعد ، و سعيد ، و عبد الرحمن بن عوف ، فاعرفوا لهم ذلك . أيها الناس ، إن الله غفر لأهل بدر و الحديبية ، أيها الناس ، احفظوني في أصحابي وأصهاري وأختاني ، لا يطالبنكم أحد منهم بمظلمة ، فإنها مظلمة لا توهب في القيامة غداً . وقال رجل للمعافى بن عمران : أين عمر بن عبد العزيز من معاوية ؟ قغضب و قال : لا يقاسب أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم أحد ، معاوية صاحبه وصهره ، وكاتبه وأمينه على وحي الله . وأتي النبي صلى الله عليه و سلم بجنازة رجل فلم يصل عليه ، وقال : كان يبغض عثمان ، فأبغضه الله . وقال صلى الله عليه و سلم في الأنصار : اعفوا عن مسيئهم ، و اقبلوا من محسنهم . و قال : احفظوني في أصحابي و أصهاري ، فإنه من حفظني فيهم حفظه الله في الدنيا و الآخرة ، و من لم يحفظني فيهم تخلى الله منه ، و من تخلى الله منه يوشك أن يأخذه . و عنه صلى الله عليه و سلم : من حفظني في أصحابي كنت له حافظاً يوم القيامة . و قال : من حفظني في أصحابي و رد علي الحوض ، و من لم يحفظني في أصحابي لم يرد علي الحوض ، و لم يرني إلا من بعيد . قال مالك ـ رحمه الله : هذا النبي مؤدب الخلق الدي هدانا الله به ، و جعله رحمة للعالمين ، يخرج في جوف الليل إلى البقيع فيدعوا لهم و يستغفر كالمودع لهم ، و بذلك أمره الله ، و أمر النبي بحبهم ، و موالاتهم ، و معاداة من عاداهم . و روى عن كعب : ليس أحد من أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم إلا له شفاعة يوم القيامة . و طلب من المغيرة بن نوفل أن يشفع له يوم القيامة . قال سهل بن عبد الله التسترى : لم يؤمن بالرسول من لم يوقر أصحابه ، و لم يعز أوامره .
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
|
|
| |
المدير | التاريخ: الثلاثاء, 2016-12-06, 09:45:48 | رسالة # 3 |
 عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
حالة: Offline
| من إعظامه و إكباره و من إعظامه و إكباره إعظام جميع أسبابه ، و إكرام مشاهده و أمكنته من مكة و المدينة ، و معاهده ، و ما لمسه ـ صلى الله عليه و سلم ، أو أعرف به . و روي عن صفية بنت نجدة ، قالت : كان لأبي محذورة قصة في مقدم رأسه إذا قعد و رأسها أصابت الأرض . فقيل له : ألا تحلفها ؟ فقال : لم أكن بالذي أحلفها ، و قد مسها رسول الله صلى الله عليه و سلم بيده . و كانت في قلنسوة خالد بن الوليد شعرات صلى الله عليه و سلم ، فسقطت قلنسوته في بعض حروبه ، فشد عليها شدة أنكر عليه أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم كثرة من قتل فيها ، فقال : لم أفعلها بسبب القلنسوة ، بل لما تضمنه من شعره صلى الله عليه و سلم لئلا أسلب بركتها و تقع في أيدي المشركين . [ ورئي ابن عمر واضعاً يده على مقعد النبي صلى الله عليه و سلم من المنبر ، ثم وضعها على وجهه ] . و لهذا كان مالك رحمه الله لا يركب بالمدينة دابة حدثنا و كان يقول : أستحي من الله أن أطأ تربة فيها رسول الله بحافر دابة . و روي عنه أنه وهب للشافعي كراعاً كثيراً كان عنده ، فقال له الشافعي : أمسك منها دابة . فأجابه بمثل هذا الجواب . و قد حكى أبو عبد الرحمن السلمي عن أحمد بن فضلويه الزاهد رسول الله و كان من الغزاة الرماة ـ أنه قال : ما مسست القوس بيدي إلا على طهارة منذ بلغني أن النبي صلى الله عليه و سلم أخذ القوس بيده . و قد أفتى مالك فيمن قال : تربة المدينة ردية ـ يضرب ثلاثين درة ، و أمر بحبسه ، و كان له قدر ، و قال : ما أحوجه إلى ضرب عنقه ! تربة دفن فيها النبي صلى الله عليه و سلم يزعم أنها غير طيبة . و في الصحيح أنه قال صلى الله عليه و سلم ـ في المدينة : من أحدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين ، لا يقبل الله منه صرفاً و لا عدلاً . و حكي أن جهجاها الغفاري أخذ قضيب النبي صلى الله عليه و سلم من يد عثمان رضي الله عنه ، و تناول ليكسره على ركبته ، فصاح به الناس ، فأخذته الأكله في ركبته فقطعها ، و مات قبل الحول . و قال صلى الله عليه و سلم : من حلف على منبري كاذباً فليتبوأ مقعده من النار . و حدثت أن أبا الفضل الجوهري لما ورد المدينة زائراً ، و قرب من بيوتها ترجل و مشى باكياً منشداً : و لما رأينا رسم من لم يدع لنا فؤاداً لعرفان الرسوم و لا لباً نزلنا عن الأكوار نمشي كرا مةً لمن بان عنه أن نلم به ركباً و حكى عن بعض المريدين أنه لما أشرف على مدينة الرسول أنشد يقول متمثلاً [ 161 ] : رفع الحجاب لنا فلاح لناظر قمر تقطع دونه الأوهام و إذا المطي بنا بلغن محمداً فظهورهن على الرجال حرام قربننا من يخر من وطيء الثرى و لها علينا حرمة و ذمام و حكي عن بعض المشايخ أنه حج ماشياً ، فقيل له في ذلك ، فقال : العبد الآبق لا يأتي إلى بيت مولاه راكباً ! لو قدرت أن أمشي على رأسي ما مشيت على قدمي . قال القاضي : و جدير لمواطن عمرت بالوحي و التنزيل ، و تردد بها جبريل و ميكائيل ، و عرجت منها الملائكة و الروح ، و ضجت عرصاتها بالتقديس و التسبيح ، و اشتملت تربتها على جسد سيد البشر ، و انتشر عنها من دين الله و سنة رسوله ما انتشر ، مدارس آيات ، و مساجد و صلوات ، و مشاهد الفضائل و الخيرات ، و معاهد البراهين و المعجزات ، و مناسك الدين ، و مشاعر المسلمين ، و مواقف سيد المرسلين ، و متبوأ خاتم النبيين ، حيث انفجرت النبوة ، و أين فاض عبابها ، و مواطن مهبط الرسالة ، و أول أرض مس جلد المصطفى ترابها ـ أن تعظم عرصاتها ، و تتنسم نفحاتها ، و تقبل ربوعها و جدرانها : يا دار خير المرسلين و من به هدي الأنام و خص بالآيات عندي لأجلك لوعة و صبابة و تشوق متوقد الجمرات و علي عهد إن ملأت محاجري من تكلم الجدران و العرصات لاعفرن مصون شيبي بينها من كثرة التقبيل و الرشفات لولا العوادي ، و الأعادي زرتها أبدا و لو سحباً على الوزجنات لكن سأهدي من حفيل تحيتي لقطين تلك الدار و الحجرات أزكى من المسك المفتق نفحةً تغشاه بالآصال و البكرات و تخصه بزواكي الصلوات و نوامي التلسيم و البركات
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
|
|
| |