المدير | التاريخ: الثلاثاء, 2016-12-06, 10:08:59 | رسالة # 1 |
 عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
حالة: Offline
| الاختلاف في الصلاة على غير النبي صلى الله عليه و سلم و سائر الأنبياء عليهم السلام قال القاضي و فقه الله : عامة أهل العلم متفقون على جواز الصلاة على غير النبي صلى الله عليه و سلم . و روي عن إبن عباس أنه لا تجوز الصلاة على غير النبي صلى الله عليه و سلم . وروي عنه : لا تنبغي الصلاة على أحد إلا النبيين . و قال سفيان : يكره أن يصلي إلا على نبي . و وجدت بخط بعض شيوخي : مذهب مالك أنه لايجوز أن يصلي على أحد من ألأنبياء سوى محمد صلى الله عليه و سلم ، و هذا [172] غير معروف من مذهبه ، و قد قال مالك في المبسوطة ليحيى بن إسحاق : أكره الصلاة على غير الأنبياء ، و ما ينبغي لنا أن نتعدى ما أمرنا به . و قال يحيى بن يحيى : لست آخذ بقوله ، ولا بأس بالصلاة على الأنبياء كلهم و على غيرهم ، و احتج بحديث ابن عمر ، و بما جاء في حديث تعليم النبي صلى الله عليه و سلم الصلاة عليه ، و فيه : و على أزواجه ، و على آله . و قد جاء معلقاً عن أبي عمران القابسي : روي عن ابن عباس رضي الله عنهما كراهة الصلاة على غير النبي صلى الله عليه و سلم ، قال : و به نقول . و لم تكن تستعمل فيما مضى . و قد روى عبد الرزاق عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : صلوا على أنبياء الله و رسله ، فإن الله بعثهم كما بعثني . قالوا : و الأسانيد عن ابن عباس لينة ، و الصلاة في لسان العرب بمعنى الترحم و الدعاء ، و ذلك على الإطلاق حتى يمنع منه حديث صحيح أو إجماع . و قد قال تعالى : هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما [ سورة الأحزاب / 33 ، الآية : 43 ] . و قال : خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم [ سورة التوبة / 9 ، الآية : 103 ] . و قال : أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة [ سورة البقرة / 2 ، الآية : 157 ] . و قال النبي صلى الله عليه و سلم : اللهم صل على آل أبي أوفى ، و كان إذا أتاه قوم بصدقتهم ، قال : اللهم صل على آل فلان . و في حديث الصلاة : اللهم صل على محمد ، و على أزاجه و ذريته . و في حديث آخر : و على آل محمد : قيل أتباعه ، [ و قيل : آل بيته ] . و قيل : أمته . و قيل : الأتباع ، و الرهط ، و العشيرة . و قيل : آل الرجل ولده . و قيل : قومه . و قيل : أهله الذين حرمت عليهم الصدقة . و في رواية أنس : سئل النبي صلى الله عليه و سلم : من آل محمد ؟ قال : كل تقي . و يجي على مذهب الحسن أن المراد بآل محمد ـ محمد نفسه ، فإنه كان يقول في صلاته على النبي : اللهم اجعل صلواتك و بركاتك على آل محمد ـ يريد نفسه ، لآنه كان لا يخل بالفرض ، و يأتي بالنفل ، لأن الفرض الذي أمر الله تعالى به هو الصلاة على محمد نفسه . و هذا مثل قوله صلى الله عليه و سلم : لقد أوتي مزمارا من مزامير آل داود يريد من مزامير داود . و في حديث أبي حميد الساعدي في الصلاة : اللهم صل على محمد و أزواجه و ذريته . و في حديث ابن عمر أنه كان يصلي على النبي صلى الله عليه و سلم ، و على أبي بكر و عمر ـ ذكره مالك في الموطأ من رواية يحيى الأندلسي . و الصحيح من رواية غيره : و يدعو لأبي بكر و عمر . و روى ابن وهب ، عن أنس بن مالك : كنا ندعو لأصحابنا بالغيب ، فنقول : اللهم اجعل منك على فلان صلوات قوم أبرار الذين يقومون بالليل و يصومون بالنهار . قال القاضي أبو الفضل : و الذي ذهب إليه المحققون ، و أميل إليه ما قاله مالك و سفيان رحمهما الله ، و روي عن ابن عباس ، و اختاره غير واحد من الفقهاء و المتكلمين ـ أنه لا يصلى على غير الأنبياء عند ذكرهم ، بل هو شيء يختص به الأنبياء ، توقيراً لهم و تعزيزاً ، كما يخص الله تعالى عند ذكره بالتنزيه و التقديس و التعظيم ، و لا يشاركه فيه غيره ، كذلك يجب تخصيص النبي صلى الله عليه و سلم و سائر الأنبياء بالصلاة و التسليم ، و لا يشارك فيه سواهم ، كما أمر الله به بقوله : صلوا عليه وسلموا تسليما [ سورة الأحزاب / 33 ، الآية : 56 ] . و يذكر من سواهم من الأئمة و غيرهم بالغفران و الرضا ، كما قال تعالى : يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان [ سورة الحشر / 9 ، الآية : 10 ] . و قال : والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم [ سورة التوبة / 9 ، الآية : 100 ] . و أيضاً فهو أمر لم يكن معروفاً في الصدر الأول ، كما قال أبو عمران ، و إنما أحدثته الرافضة و المتشيعة في بعض الأئمة ، فشاركوهم عند الذكر لهم بالصلاة ، و ساووهم بالنبي صلى الله عليه و سلم في ذلك . و أيضاً فإن التشبيه بأهل البدع منهي عنه ، فتجب مخالفتهم فيما التزموه من ذلك . و ذكر الصلاة على الآل و الأزواج مع النبي صلى الله عليه و سلم بحكم التبع و الإضافة إليه لا على التخصيص. [ قالوا ] : و صلاة النبي صلى الله عليه و سلم على من صلى عليه مجراها مجرى الدعاء و المواجهة ، ليس فيها معنى التعظيم و التوقير . قالوا : و قد قال تعالى : لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا ، فكذلك يجب أن يكون الدعاء له مخالفاً لدعاء الناس بعضهم لبعض . و هذا اختيار الإمام أبي المظفر الإسفرايني من شيوخنا ، [ و به قال ابن عبد البر ] .
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
|
|
| |