المالكية و السدل في سؤال و جواب
الشيخ محمد بن جلول السالمي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام علىاشرف المرسلين و على اله و اصحابه و اباعه الى يوم الدين اما بعد فقد سالني بعض الاخوة افاض اللهعلينا و عليهم و على المسلمين سحائب الرضوان اسطرا مبسطة مبينة لمسألة السدل في
الصلاة الذي يقول المالكية بسنيته دون المذاهب الثلاثة الباقية و كلهم اهل العرفان
فاستخرت الله تعالى في اجابته لمطلبه فشرح صدري
انه الكريم المنان فشرعت في جمع ماتفرق في مؤلفات القوم في هذا الميدان
معتمدا على عون المعين المستعان و رايت ان أجعل ذلك على شكل سؤال و جواب ليسهل اخذه و قد ذكرت في ذالك تسعة اسئلة
س1 : ما الاصل في الصلاة السدل ام القبض ؟
ج 2 : قال الداودي في رسالته في السدل ( من المعلوم ان القائمأذا سدل يديه لم يكن فعل فعلا و انما ذالك
هيئة القائم الطبيعية فهو كالقائم على رجليه معا
فإذا وضع يدا علىيد او رجلا على رجل فقد فعل فعلا و الاصل عدم الفعل ثم قال و لكون
القبض فعلا يحتاج للدليل بوب
المتققدمون له و طلبوا الادلة عليه فمن صحت عنده تلك الادلة اخذ به و من لم ياخذ
به تمسك بالاصل الذي هو السدل الثابت
بالسنة و الاجماع معا )انتهىاقول و على هذا يقاس جميع افعال الصلاة إذالاصل عدم الفعل في كل و ما جاء على اصله لا يسال عن علته و قول الصحابي كنا نؤمر
دليل انهم كانوا على الاصل ثم أمروا
بالوضع ثم نسخ ذلك كما سياتي ان شاء الله
س2 : هل قالبالسدل غير الامام مالك ؟
ج2 : نعم قل بهكثير فقد روى عن عبد الله بن الزبير و سعيد بن جبير و عطاء و جريج و ابراهيم
النخعي و الحسن البصري و سعيد بن المسيب و ابن سرين و الباقر و الليث و القاسمية و
الناصرية و قال الشافعي في الأم (لا بأس أن يرسلهما إذا لم يعبث بهما ) و رواه
مالك عن عبد الله بن الحسين و هاك مصادرهم رضي الله عنهم اجمعين روى ابن ابي شيبة بإسناد رجاله ثقات عن يزيدبن ابراهيم قال سمعت عمرو بن دينار قال (كان ابن الزبير رضي الله عنه اذا صلى يرسل
يديه) و قد اخذ ابن الزبير صلاته عن ابيبكر رضيالله عنه فقد اخرج الخطيب في تاريخ بغداد عن احمد بن حنبل رضي الله عنه قال حدثني
عبد الرزاق قال (ان اهل مكة يقولون اخذ بن جريج صفة صلاته عن عطاء و اخذها عطاء عن
بن الزبير و اخذها ابن الزبير عن ابي بكر الصديق و اخذها ابو بكر عن اتلنبي صل
الله عليه و سلم ) روى ابن ابي شيبة و عبد الرزاق عن ابراهيمالنخعي انه (كان يصلي مسلا يديه)و روى ابن ابي شيبة بسند رجاله ثقات عن ابنسرين انه ( سئل عن الرجل يمسك يمينه بشماله قال إنما فعل ذالك من اجل الدم)و يفسره قول الاوزعي انما امرو بالاعتماد اشفاقا عليهم لانهم كانوا يطيلونالقيام فينزل الدم الى الرؤوس اصابعهم إذا
ارسلو فقيل لهم لو اعتدتم لا خرج عليكم و لذا كان يخير الاوزعي بين السدل و
القبض و في كتاب العلم لابن عبد البر قال مصعبالزبيري ( ما رأيت أحدا من العلامائنا يكرمون أحدا مايكرمون عبد الله بن حسن و عنه اخذ مالك حديث
السدل) وروى بن ابي شيبة ايضا بسند
رجاله ثقات عن عبد الله بن العيرار قال
(كنت أطوف مع سعيد بن جبير فرأى رجلا
يصلي واضعا احذى يديه على الاخرى هذه على هذه و هذه على
هذه ففرق بينهما ثم جاء ) وروى عبد الرزاق بإسناد صحيح عن بن جريج قالقلت لعطاء (أنا اقبض بكفي إحدهما على الاخرى او رأس الذراع ثم أرسها
قال ليس بذالك بأس )قال ابو بكر (رأيت جريجا يصلي في ازار و رداء مسبلا يديه )قال العيني في شرحه على البخاري و حكى ابن
المنذر عن عبد الله بن الزبير و الحسن
البصري و ابن سرين انه يرسلهما و كذالك عند مالك في المشهور يرسلهما
وان طال عليه وضع اليمنى على اليسرى
للإستراحة قال الليث ابن سعد و قال
الاوزاعي هو مخير بين الوضع و لإرسال و في الأوطار للشوكاني ( و نقله المهدي فيالبحر عن القاسمية و الناصرية و الباقر ) و روى الطبراني عن معاذ ابن جبل قال (كان رسول الله صل الله عليه و سلم اذا كان في
صلاته رفع يديه قبالة فإذا كبر ارسلهما ثم سكت و ربما رأيته وضع يمينه على شماله )
فَبَانْ أن السدل غير مخصوص بمالك رحمه الله فقط و الله اعلم