علي بن الحسين رضي الله عنه و ارضاه
|
|
المدير | التاريخ: الثلاثاء, 2015-07-28, 20:18:04 | رسالة # 1 |
 عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
حالة: Offline
| ابن الإمام علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، السيد الإمام ، زين العابدين ، الهاشمي العلوي ، المدني . يكنى أبا الحسين ويقال : أبو الحسن ، ويقال : أبو محمد ، ويقال : أبو عبد الله . وأمه أم ولد ، اسمها سلامة ( سلافة ) بنت ملك الفرس يزدجرد ، وقيل : غزالة . ولد في سنة ثمان وثلاثين . ظنا .
وحدث عن أبيه الحسين الشهيد ، وكان معه يوم كائنة كربلاء وله ثلاث وعشرون سنة ، وكان يومئذ موعوكا فلم يقاتل ، ولم يتعرضوا له ، بل أحضروه[ ص: 387 ] مع آله إلى دمشق ، فأكرمه يزيد ، ورده مع آله إلى المدينة ، وحدث أيضا عنجده مرسلا ، وعن صفية أم المؤمنين ، وذلك في" الصحيحين " وعن أبي هريرة ، وعائشة وروايته عنها في " مسلم " ، وعن أبي رافع ، وعمه الحسن ، وعبد الله بن عباس ، وأم سلمة ، والمسور بن مخرمة ، وزينب بنت أبي سلمة ، وطائفة . وعن مروان بن الحكم ، وعبيد الله بن أبي رافع ، وسعيد بن المسيب ، وسعيد بن مرجانة ، وذكوان مولى عائشة ، وعمرو بن عثمان بن عفان ، وليس بالمكثرمن الرواية .
حدث عنه أولاده : أبو جعفر محمد ، وعمر ، وزيد المقتول ، وعبد الله ، والزهري ، وعمرو بن دينار ، والحكم بن عتيبة ، وزيد بن أسلم ، ويحيى بن سعيد ، وأبو الزناد ، وعلي بن جدعان ، ومسلم البطين ، وحبيب بن أبي ثابت ، وعاصم بن عبيد الله ، وعاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان ، وأبوهعمر والقعقاع بن حكيم ، وأبو الأسود يتيم عروة ، وهشام بن عروة ، وأبو الزبير المكي ، وأبو حازم الأعرج ، وعبد الله بن مسلم بن هرمز ، ومحمد بن الفرات التميمي ، والمنهال بن عمرو ، وخلق سواهم .
وقد حدث عنه أبو سلمة ، وطاوس ، وهما من طبقته .
قال ابن سعد هو علي الأصغر ، وأما أخوه علي الأكبر ، فقتل مع أبيه بكربلاء . وكان علي بن الحسين ثقة مأمونا ، كثير الحديث ، عاليا ،رفيعا ورعا .
روى ابن عيينة ، عن الزهري ، قال : ما رأيتقرشيا أفضل من علي بن الحسين .
[ ص: 388 ] وقيل : إن عمر بن سعد قال يوم كربلاء : لا تعرضوا لهذا المريض - يعني عليا .
ابن وهب ، عن مالك ، قال : كان عبيد الله بن عبد الله من العلماء ، وكان إذا دخل في صلاته ،فقعد إليه إنسان ، لم يقبل عليه حتى يفرغ ، وإن علي بن الحسين كان من أهل الفضل ، وكان يأتيه ،فيجلس إليه ، فيطول عبيد الله في صلاته ، ولا يلتفت إليه ، فقيل له : علي وهو ممن هو منه ! فقال : لا بد لمنطلب هذا الأمر أن يعنى به .
وقال : قال نافع بن جبير لعلي بن الحسين : إنك تجالس أقواما دونا ! قال : آتي منأنتفع بمجالسته في ديني . قال : وكان نافع يجد في نفسه ، وكانعلي بن الحسين رجلا له فضل في الدين .
ابن سعد ، عن علي بن محمد ، عن علي بن مجاهد ، عن هشام بن عروة ، قال : كان علي بن الحسين يخرج على راحلته إلى مكة ويرجع لا يقرعها ، وكان يجالس أسلم مولى عمر ، فقيل له : تدع قريشا ، وتجالس عبدبني عدي ! فقال : إنما يجلس الرجل حيث ينتفع .
وعن عبد الرحمن بن أردك - يقال هو أخو علي بن الحسين لأمه - قال : كان علي بن الحسين يدخل المسجد ، فيشق الناس حتى يجلس فيحلقة زيد بن أسلم ، فقال له نافع بن جبير : غفر الله لك ، أنت سيد الناس ، تأتيتتخطى حتى تجلس مع هذا العبد ، فقال علي بن الحسين : العلم يبتغى ويؤتى ويطلب من حيث كان .
[ ص: 389 ] الأعمش ، عن مسعود بن مالك ، قال لي علي بن الحسين : تستطيع أن تجمع بيني وبين سعيد بن جبير ؟ قلت : ماحاجتك إليه ؟ قال : أشياء أريد أن أسأله عنها ، إن الناس يأتوننا بما ليس عندنا .
ابن عيينة ، عن الزهري ، قال : ما كانأكثر مجالستي مع علي بن الحسين ، وما رأيت أحداكان أفقه منه ، ولكنه كان قليل الحديث .
وروى شعيب ، عن الزهري ، قال : كان علي بن الحسين من أفضل أهل بيته ، وأحسنهم طاعة ،وأحبهم إلى مروان ، وإلى عبد الملك .
معمر ، عن الزهري : لم أدرك من أهل البيت أفضل من علي بن الحسين .
وورى عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، قال: ما رأيت فيهم مثل علي بن الحسين .
ابن وهب ، عن مالك ، قال : لم يكنفي أهلالبيت مثله، وهو ابن أمة .
حماد بن زيد ، عن يحيى بن سعيد : سمعت علي بن الحسين - وكان أفضل هاشمي أدركته - يقول : ياأيها الناس ، أحبونا حب الإسلام ، فما برح بنا حبكم حتى صار علينا عارا .
أبو معاوية ، عن يحيى بن سعيد ، عن علي : يا أهل العراق ، أحبونا [ ص: 390 ] حب الإسلام ، ولا تحبونا حب الأصنام ،فما زال بنا حبكم حتى صار علينا شينا .
قال الأصمعي : لم يكن له عقب - يعني الحسين - إلا من ابنه علي ، ولم يكن لعلي بن الحسين ولد إلا من أم عبد الله بنت الحسن وهي ابنة عمه ، فقال له مروان : أرى نسل أبيك قد انقطع ، فلو اتخذتالسراري لعل الله أن يرزقك منهن ، قال : ما عندي ما أشتري . قال : فأنا أقرضك . فأقرضه مائة ألف ، فاتخذالسراري وولد له جماعة من الولد . ثم أوصى مروان لما احتضر أن لا يؤخذ منه ذلك المال .
إسنادها منقطع ، ومروان ما احتضر ، فإن امرأته غمته تحت وسادةهي وجواريها .
قال أبو بكر بن البرقي نسل الحسين كله من قبل ابنه علي الأصغر ، وكانأفضل أهل زمانه . ويقال : إن قريشا رغبت في أمهات الأولاد بعد الزهد فيهنحين نشأ عليبن الحسين ، والقاسم بن محمد ، وسالم بن عبد الله .
قال العجلي : علي بن الحسين مدني ، تابعي ، ثقة .
وقال أبو داود : لم يسمع علي بن الحسين من عائشة ، وسمعت أحمد بن صالح يقول : سنه وسن الزهري واحد .
قلت : وهم ابن صالح ، بل علي أسن بكثير من الزهري .
[ ص: 391 ] وروي عن أبي بكر بن أبي شيبة ، قال : أصحالأسانيد كلها : الزهري ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي .
عبد الله بن عمر العمري ، عن الزهري ، قال : حدثت علي بن الحسين بحديث ، فلما فرغت قال : أحسنت ! هكذاحدثناه ; قلت : ما أراني إلا حدثتك بحديث أنت أعلم به مني ; قال : لا تقل ذاك ، فليس ما لا يعرف من العلم ;إنما العلم ما عرف ، وتواطأت عليه الألسن .
وقيل : إن رجلا قال لابن المسيب : ما رأيت أورع من فلان . قال : هل رأيت علي بن الحسين ؟ قال : لا .قال : ما رأيت أورع منه .
وقال جويرية بن أسماء : ما أكل علي بن الحسين بقرابته من رسول الله - صلى الله عليهوسلم - درهما قط .
ابن سعد ، عن علي بن محمد ، عن سعيد بن خالد ، عن المقبري ، قال : بعث المختار إلى علي بن الحسين بمائة ألف ، فكره أن يقبلها ، وخاف أنيردها ، فاحتبسها عنده ، فلما قتل المختار ، بعث يخبر بها عبد الملك ، وقال : ابعثمن يقبضها . فأرسل إليه عبد الملك : يا ابن العم ، خذها قد طيبتها لك ،فقبلها .
محمد بن أبي معشر السندي ، عن أبي نوح الأنصاري ، قال : وقعحريق في بيت فيه علي بن الحسين وهو ساجد ، فجعلوا يقولون : يا ابنرسول الله النار . فما رفع رأسه حتى طفئت . فقيل له في ذلك فقال : ألهتني عنها [ ص: 392 ] النار الأخرى .
ابن سعد ، عن علي بن محمد ، عن عبد الله بن أبي سليمان ، قال : كان علي بن الحسين إذا مشى لا تجاوز يده فخذيه ولا يخطربها ، وإذا قام إلى الصلاة ، أخذته رعدة ، فقيل له ، فقال : تدرون بين يدي من أقوم ومن أناجي ؟ !
وعنه ، أنه كان إذا توضأ اصفر .
إبراهيم بن محمد الشافعي ، عن سفيان : حج علي بن الحسين ، فلما أحرم ،اصفر وانتفض ولم يستطع أن يلبي ، فقيل : ألا تلبي ؟ قال : أخشى أن أقول : لبيك ، فيقول لي : لا لبيك . فلما لبى ، غشي عليه ، وسقط من راحلته . فلم يزل بعض ذلك به حتى قضى حجه .إسنادها مرسل .
وروى مصعب بن عبد الله ، عن مالك : أحرم علي بن الحسين ، فلما أراد أنيلبي ، قالها ، فأغمي عليه ، وسقط من ناقته ، فهشم . ولقد بلغني أنه كان يصلي في كل يوم وليلةألف ركعة إلى أن مات . وكان يسمى زين العابدين لعبادته .
ويروى عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر : كان أبي يصلي في اليوم والليلة ألفركعة ، فلما احتضر ، بكى ، فقلت : يا أبت ما يبكيك ؟ قال : يا بني ، إنه إذا كان يوم القيامة لم يبق ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، إلا كان لله [ ص: 393 ] فيه المشيئة ، إن شاء عذبه ، وإن شاءغفر له . إسنادها تالف .
عن طاوس : سمعت علي بن الحسين وهو ساجد في الحجر يقول : عبدك بفنائك، مسكينك بفنائك ، سائلك بفنائك ، فقيرك بفنائك . قال : فوالله ما دعوت بها في كرب قط إلا كشف عني .
حجاج بن أرطاة ، عن أبي جعفر ، أن أباه قاسمالله تعالى ماله مرتين . وقال : إن الله يحب المذنب التواب .
ابن عيينة ، عن أبي حمزة الثمالي ، أن علي بن الحسين كان يحمل الخبز بالليل على ظهره يتبعبه المساكين في الظلمة ، ويقول : إن الصدقة في سواد الليل تطفئ غضب الرب .
يونس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق : كان ناس من أهل المدينة يعيشون ، لا يدرون من أين كان معاشهم، فلما مات علي بن الحسين فقدوا ذلك الذي كانوا يؤتون بالليل .
جرير بن عبد الحميد ، عن عمرو بن ثابت : لما مات علي بن الحسين ، وجدوا بظهرهأثرا مما كان ينقل الجرب بالليل إلى منازل الأرامل .
[ ص: 394 ] وقال شيبة بن نعامة : لما مات علي وجدوه يعول مائة أهل بيت .
قلت : لهذا كان يبخل ، فإنه ينفق سراويظن أهله أنه يجمع الدراهم .
وقال بعضهم : ما فقدنا صدقة السر ،حتى توفي علي .
وروى واقد بن محمد العمري ، عن سعيد بن مرجانة ، أنه لما حدث علي بن الحسين بحديث أبي هريرة : " من أعتق نسمة مؤمنة أعتق الله كل عضو منه بعضو منه منالنار ، حتى فرجه بفرجه " فأعتق علي غلاما له ، أعطاه فيه عبد الله بن جعفر عشرة آلاف درهم . .
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
|
|
| |
المدير | التاريخ: الثلاثاء, 2015-07-28, 20:18:36 | رسالة # 2 |
 عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 370
حالة: Offline
| تابع للموضوع
وروى حاتم بن أبي صغيرة ، عن عمرو بن دينار ، قال : دخل علي بن الحسين على محمد بن أسامة بن زيد في مرضه ; فجعل محمد يبكي ، فقال : ما شأنك ؟ قال : عليدين . قال : وكم هو ؟ قال : بضعة عشر ألف دينار . قال : فهي علي .
علي بن موسى الرضا : حدثنا أبي عن أبيه ، عن جده ، قال علي بن الحسين : إني لأستحيي من الله أن أرى الأخ منإخواني ، فأسأل الله له الجنة وأبخل عليه بالدنيا ، فإذا كان غدا قيل لي : لو كانت الجنة بيدك لكنت بهاأبخل وأبخل .
قال أبو حازم المدني : ما رأيت هاشميا أفقه من علي بن الحسين ; سمعته وقد سئل : كيف كانت منزلة أبي بكر وعمر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ [ ص: 395 ] فأشار بيده إلى القبر ، ثم قال :بمنزلتهما منه الساعة . رواها ابن أبي حازم عن أبيه .
يحيى بن كثير ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، قال: جاء رجل إلى أبي فقال : أخبرني عن أبي بكر ؟ قال : عن الصديق تسأل ؟ قال : وتسميه الصديق؟ ! قال : ثكلتك أمك ، قد سماه صديقا من هو خير مني ; رسول الله - صلى اللهعليه وسلم - والمهاجرون ، والأنصار ، فمن لم يسمه صديقا ، فلا صدق اللهقوله ، اذهب فأحب أبا بكر وعمر وتولهما ، فما كان من أمر ففي عنقي .
وعنه ، أنه أتاه قوم فأثنوا عليه فقال: حسبنا أن نكون من صالحي قومنا .
الزبير في " النسب " : حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن قدامة الجمحي ، عن أبيه ، عنجده ، عن محمد بن علي ، عن أبيه ، قالقدم قوم من العراق ، فجلسوا إلي ،فذكروا أبابكر وعمر فسبوهما ، ثم ابتركوا في عثمان ابتراكا ، فشتمتهم .
قال ابن عيينة : قال علي بن الحسين : ما يسرني بنصيبي من الذل ، حمر النعم .
أخبرنا إسحاق بن طارق ، أنبأنا يوسف بن خليل ، أنبأنا أحمد بن محمد ، أنبأنا أبو علي الحداد ، أنبأنا أبو نعيم ، حدثنا أحمد بن جعفر ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبو معمر ، حدثنا جرير ، عن فضيل بن غزوان ، [ ص: 396 ] قال : قال علي بن الحسين : من ضحك ضحكة ، مج مجة من علم .
وبه ، قال أبو نعيم : حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، حدثنا أحمد بن علي بن الجارود ، حدثنا أبو سعيد الكندي ، حدثنا حفص بن غياث ، عن حجاج ، عن أبي جعفر ، عن علي بن الحسين ، قال : إنالجسد إذا لم يمرض أشر ، ولا خير في جسد يأشر .
وعن علي بن الحسين ، قال : فقدالأحبة غربة . وكان يقول : اللهم إني أعوذ بك أن تحسن في لوائح العيون علانيتي ، وتقبح في خفيات العيون سريرتي ; اللهم كما أسأت وأحسنت إلي ; فإذا عدت ، فعد علي .
قال زيد بن أسلم ; كان من دعاء علي بن الحسين : اللهم لا تكلني إلى نفسي فأعجز عنها ،ولا تكلني إلى المخلوقين فيضيعوني .
قال ابن أبي ذئب ، عن الزهري : سألت علي بن الحسين عن القرآن فقال : كتاب الله وكلامه .
أبو عبيدة ، عن ابن إسحاق الشيباني ، عن القاسم بن عوف ، قال : قال علي بن الحسين : جاءني رجل فقال : جئتك في حاجة ، وماجئت حاجا ولا معتمرا ، قلت : وما هي ؟ قال : جئت لأسألك متى يبعث علي ؟ فقلت : يبعث -والله - يوم القيامة ، ثم تهمه نفسه .
[ ص: 397 ] أحمد بن عبد الأعلى الشيباني : حدثني أبو يعقوب المدني ، قال : كان بين حسن بن حسن وبين ابن عمه علي بن الحسين شيء ، فما ترك حسن شيئا إلا قاله ، وعلي ساكت ، فذهب حسن ، فلما كان فيالليل أتاه علي ، فخرج ، فقال علي : يا ابن عمي إن كنت صادقا فغفر الله لي، وإن كنت كاذبا ، فغفر الله لك ، السلام عليك . قال : فالتزمه حسن ، وبكى حتى رثىله .
قال أبو نعيم : حدثنا عيسى بن دينار - ثقة - قال : سألت أبا جعفر عن المختار ، فقال : قامأبي على باب الكعبة ، فلعن المختار ، فقيل له :تلعنه وإنما ذبح فيكم ! ؟ قال : إنه كان يكذب على الله وعلى رسوله .
وعن الحكم ، عن أبي جعفر ، قال : إنالنصلي خلفهم - يعني الأموية - من غير تقية ، وأشهد على أبي أنه كانيصلي خلفهم من غير تقية .
رواه أبو إسرائيل الملائي عنه .
وروى عمر بن حبيب ، عن يحيى بن سعيد ، قال : قال علي بن الحسين : والله ما قتل عثمان - رحمه الله - على وجه الحق .
نقل غير واحد ، أن علي بن الحسين كان يخضب بالحناء والكتم .
وقيل : كان له كساء أصفر يلبسه يومالجمعة .
[ ص: 398 ] وقال عثمان بن حكيم : رأيت على علي بن الحسين كساء خز ، وجبة خز .
وروى حسين بن زيد بن علي ، عن عمه ، أن علي بن الحسين كان يشتري كساء الخز بخمسين دينارايشتو فيه ، ثم يبيعه ، ويتصدق بثمنه .
وقال محمد بن هلال : رأيت علي بن الحسين يعتم ، ويرخي منها خلف ظهره .
وقيل : كان يلبس في الصيف ثوبينممشقين من ثياب مصر ويتلو : قل من حرم زينة الله التي أخرجلعباده والطيبات من الرزق .
وقيل : كان علي بن الحسين إذا سار في المدينة على بغلته ، لم يقل لأحد : الطريق . .ويقول : هو مشترك ليس لي أن أنحي عنه أحدا .
وكان له جلالة عجيبة ، وحق له - والله- ذلك ; فقد كان أهلا للإمامة العظمى لشرفه وسؤدده وعلمه وتألهه وكمال عقله . قد اشتهرت قصيدةالفرزدق وهي سماعنا - أن هشام بن عبد الملك حج قبيل ولايته الخلافة ، فكان إذاأراد استلام الحجر زوحم عليه ، وإذا دنا علي بن الحسين منالحجر تفرقوا عنه إجلالا له ، فوجم لها هشام وقال : من هذا ؟ فما أعرفه . فأنشأ الفرزدق يقول :
هذا الذي تعرفالبطحاء وطأته والبيت يعرفه والحل والحرم هذا ابن خير عبادالله كلهم هذا التقي النقيالطاهر العلم إذا رأته قريش قال قائلها إلى مكارم هذا ينتهيالكرم [ ص: 399] يكاد يمسكه عرفانراحته ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم يغضي حياء ويغضى منمهابته فما يكلم إلا حينيبتسم هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله بجده أنبياء الله قدختمواوهيقصيدة طويلة . قال : فأمر هشام بحبس الفرزدق ، فحبس بعسفان ، وبعث إليه علي بن الحسين باثني عشر ألف درهم وقال : اعذر أبا فراس .فردها وقال : ما قلت ذلك إلا غضبا للهولرسوله . فردها إليه وقال : بحقي عليك لما قبلتها ، فقد علم الله نيتك ورأى مكانك . فقبلها .
وقال في هشام : أيحبسني بين المدينة والتي إليها قلوب الناس يهوي منيبهايقلب رأسا لم يكن رأس سيد وعينين حولاوين باد عيوبها وكانت أم عليمن بنات ملوك الأكاسرة ، تزوجبها بعد الحسين - رضي الله عنه - مولاه زييد ، فولدت له عبد الله بن زييد - بياءين - قاله ابن سعد .
وقيل : هي عمة أم الخليفة يزيد بن الوليد بن عبد الملك .
قال الواقدي ، وأبو عبيد ، والبخاري ، والفلاس : مات سنة أربع [ ص: 400 ] وتسعين . وروي ذلك عن جعفر الصادق .
وقال يحيى أخو محمد بن عبد الله بن حسن : مات في رابع عشر ربيع الأول ليلةالثلاثاء سنة أربع
وقال أبو نعيم وشباب : توفي سنة اثنتين وتسعين .
وقال معن بن عيسى : سنة ثلاث وقال يحيى بن بكير : سنة خمس وتسعين . والأول الصحيح .
قال أبو جعفر الباقر : عاش أبي ثمانيا وخمسين سنة .
قلت : قبره بالبقيع ، ولا بقية للحسين إلا من قبل ابنه زين العابدين .
أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي أنبأنا محمد بن هبة الله الدينوري ببغداد ، أنبأنا عمي محمد بن عبد العزيز سنة تسع وثلاثين وخمسمائة ، أنبأنا عاصم بن الحسن ( ح ) وأنبأنا أحمد بن عبد الحميد ومحمد بن بطيخ ، وأحمد بن مؤمن ، وعبد الحميد بن خولان ، قالوا :أنبأنا عبدالرحمن بن نجم الواعظ ، وأخبرتنا خديجة بنت عبد الرحمن ، أنبأنا البهاء عبد الرحمن قالا : أخبرتنا شهدة الكاتبة ، أنبأنا الحسين بن طلحة ، قالا : أنبأنا أبو عمر بن مهدي ، حدثنا أبو عبد الله المحاملي ، أنبأنا أحمد بن إسماعيل المدني ، حدثنا مالك عن ابن شهاب ، عن علي بن حسين ، عن عمر بن عثمان ، عن أسامة بن زيد ، أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - قال : " لا يرث المسلم الكافر " .
[ ص: 401 ] كذا يقول مالك بن أنس : عمر بن عثمان . وخالفه عشرة ثقات ، فرووه عن ابن شهاب . فكلهم قال : عن عمرو بن عثمان ، وكذلك هو فيالصحيحين عمرو
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
|
|
| |